كلام أخضر

وطن النهار وطننا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ودعنا بالأمس خليجي 23، وودعنا معه أياماً من الحب في وطن النهار، الكويت التي احتضنت ضيوفها بكثير من الحنان، وبفائض من مشاعر الود، وبغزارة في كرم الضيافة، حيث أشعرتنا أننا في وطننا الأول، وقد كان ذلك، ففي كل لحظة عشناها كنا نعيش دفء الحميمية الطاغية، حيث كنا نسكن، وفي الملاعب، والشوارع، والساحات، والمقاهي.


في خليجي 23 لم يكن البطل هو حامل الكأس، بل كلنا عشنا لحظات البطولة، فالحفاوة التي عشناها في كل لحظة، ألغت شعور المنافسة، إذ حولتها عند الجميع إلى مشاعر الفريق الواحد، فأنست الفرق، والإعلاميين، وكذلك الجماهير أن البطل واحد، حيث منحت الجميع دور البطولة.


منذ اللحظة الأولى التي أطل فيها الشيخ صباح الأحمد في استاد الشيخ جابر رافعاً يده يحيي بها أبناء الكويت وضيوفها، ونحن نستشعر أننا مسؤولون عن نجاح الدورة، مثلنا مثل العاملين فيها، فكان الواحد منا كادراً من كوادرها، كل في مجاله، فكان التفاني عنوان الجميع، حيث الرغبة جامحة في التسابق على نجاح الدورة، وكأننا جميعاً جزء لا يتجزأ من النجاح، بل شركاء فيه.


في هذه اللحظة المفعمة بالحب، والمختلطة بالحزن، ونحن نودع بلد الصداقة والسلام لا يسعنا إلا أن نقول شكراً لكل أبناء الكويت الذين منحونا أجمل اللحظات التي لا تنسى، حيث ستظل راسخة في الوجدان، ومتجذرة في المشاعر، ومعشّشة في الأحاسيس.


شكراً أشقاءنا في الكويت لكل لحظة حب عشناها بينكم، ولكل دقيقة ود منحتمونا إياها، ولكل ساعة تحدّ أشركتمونا فيها معكم من أجل نجاح الدورة، التي أثبتت من خلالها أنكم أبطال قادرون على استضافة أكبر البطولات، وأقوى المنافسات، ولا أدل على ذلك من أن تقدموا خليجي 23 بهذا النجاح الباهر في غضون عشرة أيام قبل انطلاق ساعة الصفر.


شكراً بحجم الكون نقولها لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي فتح لنا أبواب البلد ليقول لنا أنتم في بلدكم وبين إخوانكم، وهو ما عشناه بالفعل، حيث لامس هذا الإحساس شغاف قلوبنا، التي شعرت بذلك لحظة بلحظة، ويوماً بيوم، حتى تمنينا ألا تنهي الدورة.


شكراً بحجم السماء للجنة العليا المنظمة للدورة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون مجلس الوزراء أنس الصالح، ولكل الأعضاء العاملين معه، الذين لم يدخروا جهداً لتوفير كل متطلبات النجاح، ومثلها شكراً نقولها للجنة المنظمة للدورة برئاسة رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ أحمد اليوسف الصباح وفريقه العامل، الذين تفانوا في خدمة كل الوفود، وواصلوا الليل بالنهار لراحتهم.


شكراً بحجم العطاء الذي منحونا إياه أقولها باسمي وباسم كل الإعلاميين للجنة الإعلامية للدورة برئاسة الزميل المبدع والقيادي المتألق سطام السهلي ولفريقه العامل الذين سهلوا مهامنا في كل جنبات الدورة، حيث المركز الإعلامي وملاعب التدريب والمباريات، فكانوا بحق روح الدورة وشريانها النابض.


وأخيراً.. شكراً حتى يعجز الشكر عن شكرنا لكل كويتي وكويتية تباروا فيما بينهم لخدمتنا وإكرامنا ليشعرونا أنهم الضيوف ونحن أصحاب الدار، وقد كان ذلك بالفعل.

Email