كلام أخضر

اختبار زاكيروني

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمكن القول إن مواجهة المنتخبين الإماراتي والعراقي غداً، هي بمثابة نهائي مبكّر في خليجي 34، قياساً بالتوقعات التي سبقت الدور التمهيدي، فالمنتخبان حازا نصيباً وافراً من الترشيحات بتحقيق اللقب، عطفاً على ظروف بعض المنتخبات المشاركة، وفي مقدمها منتخبا السعودية والكويت، اللذان غالباً ما يكونان المرشحين الأوفر حظاً في بورصة التوقعات، حيث لم يشارك الأول بفريقه الأساسي، في الوقت الذي دخل فيه المستضيف للبطولة بعد غياب عامين عن التمثيل الدولي، وهو ما قلل نصيبهما من الترشيحات.

في الدور التمهيدي، لم يظهر الأبيض الإماراتي، على الرغم من عبوره لنصف النهائي، بالمستوى الذي يرضي طموح أنصاره، وكذلك المتابعين للدورة، على الرغم من أنه لم يخسر في مبارياته الثلاث، حيث فاز في مباراته الأولى أمام عمان، وتعادل أمام المنتخبين السعودي والكويتي، فضلاً عن أن شباكه لم تهتز بأي هدف، لكن في ذات الوقت، لم يحرز سوى هدف واحد، ومن ركلة جزاء، وكل تلك الإحصاءات تبدو غريبة ومحيرة، في إعطاء أحكام نهائية إزاء وضع المنتخب.

في اللقاءات الخاصة مع الإعلاميين الإماراتيين ومن يباشرون تغطية مشاركة الأبيض في خليجي 23، تبدو حالة عدم رضا على أداء المنتخب، وبالنتيجة، على المدرب الإيطالي ألبيرتو زاكيروني، إذ يرون أن بصمته الفنية لم تتضح بعد، وقد يكون ذلك صحيحاً، غير أنني أراه حكماً مستعجلاً، قياساً بالفترة الزمنية التي قضاها حتى الآن وهو على رأس الجهاز الفني، خصوصاً أنه من نوعية المدربين الذين يملكون استراتيجية فنية خاصة، ويحتاج معها للوقت، لتحويلها لبصمة أو ثيمة أداء للمنتخب، ولذلك، فهو يحتاج إلى الوقت، لا سيما أنه قد جاء في وقت قد ضربت فيه استراتيجية المدربين السابقين بجذورها في عمق الأداء الفني للاعبين.

ثمة من يرون مواجهة الإمارات والعراق اليوم، بأنها اختبار لزاكيروني، فهو مطالب بأن يظهر قيمته الفنية وقدراته خلال المباراة، ويعزون ذلك إلى حتمية أن يكون قد استكشف كل الأمور في فريقه، فضلاً عن استكشافه للمنتخب العراقي، بعد ثلاث مباريات قاد فيها الأبيض في الدورة، وشاهد في الوقت نفسه المنتخب العراقي، وهو ما يمكنه من بسط إيقاعه على المباراة، لكن ذلك، وإن كان صحيحاً من هذه الزاوية، لكن لا يمكن في الوقت نفسه رهن قيمة ومصير زاكيروني بمباراة مبنية على خروج المغلوب.

الواقع الذي ينبغي أن يُبنى عليه، هو أن المنتخب الإماراتي مطالب في مواجهة العراق، بأداء يليق بقيمة المنتخب وطموحات محبيه، وهو أمر يشترك فيه المدرب واللاعبون، خصوصاً أن لاعبي الأبيض يملكون من الإمكانات ما يمكنهم من فرض أنفسهم على المباراة، لا سيما وهم يعرفون المنتخب العراقي جيداً، حيث التقوه مرتين في تصفيات مونديال روسيا الأخيرة، كما أن زاكيروني يحتاج هو الآخر لأن يؤكد أنه قادر على كسب رضا أنصار المنتخب بأداء يليق باسمه، وبطموحات المنتخب الذي يقوده، وهو اختبار صعب بكل المقاييس، خصوصاً مع قوة وطموح أسود الرافدين.

Email