كلام أخضر

المجد للأخضر

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهت مشاركة المنتخب السعودي في خليجي 23 بتوديعه للدورة من دورها التمهيدي بعد خسارته من نظيره العماني، لكن قصة هذا المنتخب لم يُكتب لها الفصل الأخير حتى الآن، إذ ما زالت القصة مفتوحة على أحداث أخرى منتظرة.

مجيء هذا الأخضر لخليجي 23 كان بحد ذاته فصلاً مثيراً، ففي غضون مدة لا تتجاوز أسبوعاً واحداً تم إعداده للمشاركة بعدد من لاعبي منتخب المواليد واللاعبين الموهوبين في الدوري، حيث أعطي الثقة تحت شعار أن كل من يرتدي القميص الأخضر هو بمستوى القدرة ومحل الثقة.

الأهداف العليا المرسومة للمشاركة تحققت، فالهدف الأول كان مشاركة الأشقاء الكويتيين فرحتهم برفع الحظر الدولي عن المنتخب الكويتي، والمساهمة مع الاتحاد الكويتي في إنجاح استضافة خليجي 23، والهدف الثاني منح الفرصة للأسماء المشاركة لأن تأخذ فرصتها في الاحتكاك الدولي، إلى جانب السعي نحو تقديم مستويات مميزة والعمل على المنافسة مع بقية المنتخبات.

ردود الفعل سواء الرسمية داخل الاتحاد السعودي أو المنتخب، وكذلك في الأوساط الرياضية والإعلامية السعودية كلها تشيد بهذا الحضور، عطفاً على الأهداف المرسومة، باعتبار أن المكاسب المتوخاة من المشاركة قد تحققت، ومنها اختبار المشروع المرسوم لمستقبل الكرة السعودية، بما يؤكد استمرار مجد الأخضر على الساحتين الإقليمية والدولية.

من رصد ردود الفعل السعودية يتضح له الحفاوة ببروز أسماء جديدة لأول مرة تجد فرصتها الدولية بهذه المساحة التي وجدتها في خليجي 23 كفرصة لتقديم نفسها مثل اللاعبين نوح الموسى، وعلي النمر، وسالم علي، ونايف هزازي، وعبدالرحمن العبيد، وجابر عيسى، وأسماء أخرى ستكون لها فرص أكبر في المستقبل القريب.

أكثر من عبّر عن حالة الرضا بالمشاركة في خليجي 23، كان نائب رئيس الاتحاد السعودي ورئيس البعثة نواف التمياط الذي لم يتأخر في التأكيد في أعقاب الخسارة الأخيرة من عمان بفخره بما تحقق للمنتخب في الدورة، مؤكداً أن القادم سيكون أفضل، وموجهاً الشكر لكل من دعم هذه المشاركة، وساهم في تحقيق أهدافها.

الآن ملف خليجي 23 قد طوي تماماً وأمام الاتحاد السعودي ملف أكبر هو التحضير لكأس العالم 2018 في روسيا، حيث ستكون التحضيرات كما بدأت لائقة بمستوى التظاهرة العالمية الكبرى التي يسعى فيها المنتخب لتقديم المستويات والنتائج التي تليق بهذه المشاركة التي يترقبها العالم، حيث تنتظره مباراة الافتتاح أمام روسيا البلد المستضيف، ومباريات أخرى يسعى من خلالها لتأكيد قيمة ومكانة الكرة السعودية في المشهد الدولي.

الأجمل في كل ذلك أن الأضلاع التي تتشكل منها الكرة السعودية باتت منسجمة لما فيه مصلحتها، إذ الجميع يدرك اليوم أن الحضور المشرف للمنتخب في كأس العالم هو الهدف الأسمى لترجمة اهتمام القيادة الرشيدة، حيث يحظى الأخضر بدعم غير مسبوق من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وبمتابعة وحرص كبيرين من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، كل ذلك ليبقى المجد دائماً للأخضر.

Email