الكويت تستاهل..!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حسابات الربح والخسارة، هناك تفاصيل صغيرة تغيب عن المشهد، وخاصة في المدرجات الرياضية.

خليجي 23 أعادت للشاب الكويتي مهنيته وقدرته على أن يكون قادراً على تقديم نفسه بالشكل الذي يليق به.

في حسابات خسائرنا خلال مرحلة التوقف الظالم، كانت كوادرنا الشابة مغيبة بفعل (معلوم)، وليس مجهولاً، ومع عودة الروح للرياضة الكويتية، كان شبابنا وشاباتنا على قدر المسؤولية، حضوراً وتنظيماً وقيادة، خلال عشرة أيام، قدموا براهين النجاح ووثيقة التخرج، وقبل ذلك قدموا لضيوفنا الأشقاء، الحب قبل العمل، والعناق قبل الفراق، والتضحية قبل الراحة.

هؤلاء هم شبابنا الذين غابوا بفعل العناد.

يجب علينا جميعاً طي الصفحة السابقة من تاريخ الكويت الرياضي، ونعمل لمستقبل أولادنا بطريقة علمية صحيحة، بعيدة عن المحاصصة والمجاملات التي أرجعت رياضتنا للوراء بشكل مخيف جداً، إلى أن أصبحنا في يوم من الأيام خارج السرب الدولي!

تزخر دولة الكويت بوجود كفاءات عالية من الشباب المخلص والمحب للعمل التطوعي، إيماناً منه بدوره المجتمعي تجاه بلاده، لذا لا نتعجب بنجاح خليجي ٢٣ في زمن قياسي، لم يسبق لأي اتحاد خارجي أن عمل مثلما الذي تم عمله في هذه البطولة الحالية، التي كرس كل من عمل فيها وقته وجهده لراحة أشقائنا الخليجيين الذين بصموا «بالعشرة» لنجاح خليجي ٢٣ قبل أن تبدأ، بسبب متابعتهم لكل ما حدث ويحدث بالكويت!

جهود اللجنة العليا المنظمة للبطولة، بقيادة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، الأخ أنس الصالح، ونائبه وزير التجارة والصناعة، ووزير الدولة لشؤون الشباب، وفريقهم المتكامل، كانت جبارة، بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، وكرسوا طاقاتهم واستعانوا بالكفاءات التي شهدناه بالبروفات الأولية، التي كانت تسبق حفل الافتتاح، حيث كان الكل يتسابق لكي يقول «الكويت تستاهل»، من يتعب لأجلها ومن أجل عين تكرم مدينة، ولَم يتركوا مجالاً واحداً لأي صدفة قد تعكر صفو هذا الاحتفال، الذي شاركنا به أهلنا وربعنا من دول مجلس التعاون الخليجي، فكان العمل ليلاً ونهاراً دون كلل أو ملل، إلى أن جاء حفل الافتتاح بهذه الصورة الرائعة، التي صفق لها الجميع بحرارة، قائلاً بأعلى صوته «شكراً صباح الأحمد»، على هذا التجمع الذي لم نكن نتوقعه بهذه الصورة الجميلة، والتي عكست حب شعب الكويت لأشقائهم الخليجيين.

Email