جولة الضباب

ت + ت - الحجم الطبيعي

باستثناء منتخبي الكويت واليمن ما زالت حظوظ ستة منتخبات قائمة في بلوغ الدور الثاني لكأس الخليج الثالثة والعشرين، إذ سيتم حسم الأمور وستتضح الصورة النهائية اليوم وغداً، بإعلان تأهل المنتخبات الأربعة للدور نصف النهائي.

ميزة هذه النسخة أنها بقدر ما أعلنت عن توديع المنتخب الكويتي، بعد جولتين ومعه منتخب اليمن، وهو الأمر غير المحبذ لأي بطولة؛ خصوصاً مع المستضيف، إلا أنها رفضت إزاحة الستار مبكراً عن أي فريق يؤكد عبوره لنصف النهائي، حيث أبت إلا أن تخفي أوراقها حتى الجولة الأخيرة من جولات الدور التمهيدي.

في كلتا المجموعتين ما زالت الغيوم تخيم على أجوائهما بانتظار الصافرة الأخيرة لجولتي اليوم الخميس، وغداً الجمعة، وتبدو الأنظار مسلطة أكبر على المجموعة الأولى، حيث منتخبات السعودية والإمارات وعمان باعتبارها المجموعة الأقوى بتواجد الكويت إلى جانبهم، ولكون المنتخبات الأربعة كانت تحوز النسبة الأعلى في ترشيحات المراقبين لتحقيق اللقب، لاسيما المنتخبين السعودي والإماراتي.

وقوفاً على مباراتي اليوم في المجموعة الأولى، حيث ستجمع منتخبي السعودية وعمان من جهة، والكويت والإمارات من جهة أخرى، لا يبدو الضباب يريد أن ينقشع قبل صافرة حكمي المباراة، ليس في الملعب بل حتى في التحليل الورقي، إذ تبدو الكفتان متوازنتين في مواجهة السعودية وعمان، على الرغم من امتلاك الأول أربع نقاط، وامتلاك الثاني ثلاث نقاط، ما يجعل حظوظ المنتخب السعودي أوفر بفرصتي الفوز والتعادل، لكن ذلك لا يعطي أي حكم مسبق على نتيجتها، إلا من باب التوقعات المبنية على الحدس لا أكثر.

هذا الواقع عبّر عنه مدربا المنتخبين، فالكرواتي كورنسلاف يورسيتش مدرب المنتخب السعودي بقدر ما كان واثقاً بنفسه وبلاعبيه إلا أنه منح المنتخب العُماني كل معاني التقدير والاحترام بوصفه بالفريق المميز والمنظم، والذي يملك لاعبين مهاريين، وبالمثل فعل الهولندي بيم فيربيك مدرب المنتخب العُماني الذي أبدى إعجابه بالمنتخب السعودي، وبما يملك من لاعبين شباب، قبل أن يؤكد بأنه قادر على انتزاع النقاط الثلاث، وكلا الموقفين يظهران صعوبة المنعطف الذي يدخلانه.

في الضفة الأخرى لا يبدو منعطف مواجهة الكويت والإمارات أقل خطورة من سابقه، إذ على الرغم من أن «الأبيض» سيواجه «الأزرق» بعد أن فقد حظوظ التأهل، وهو ما يجعل البعض يتصور سهولة المواجهة إلا أن الأمر على عكس ذلك تماماً، فالكويتيون لن يقبلوا أن يودعوا البطولة بهذا السيناريو المرعب الذي قد يلقي بظلاله على كثير من الأمور بعد الدورة، لذلك من الطبيعي أن يكون هاجس اللاعبين هو مصالحة الجماهير التي يبدو أنها ستواصل حضورها الكثيف، وهي التي لم تروِ عطشها لغياب منتخبها طوال العامين الماضيين.

وأكاد أجزم أن القلق هو سيد الموقف في المعسكر الإماراتي، فالفريق الذي يملك أربع نقاط ولا يحتاج لأكثر من التعادل لعبور نصف النهائي، ما زال يبحث عن نفسه في الدورة، حيث لم يقدم المستوى المتوقع منه في المباراتين الماضيتين، وهو ما بدا واضحاً في ردات فعل الإعلام الإماراتي، ولذلك ستكون المواجهة بكل تفاصيلها منعطفاً صعباً كما هي المباراة الأولى.

Email