أزرقكم.. أزرقنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

مفاجئة كانت ردة فعل جماهير المنتخب الكويتي بعد تعثره أمام منتخب عمان بالخسارة الثانية بعد خسارته الأولى أمام المنتخب السعودي في الافتتاح، وفقدانه فرص المنافسة بعد الجولة الثانية في خليجي 23، ومصدر المفاجأة أن جماهير الأزرق تعاملت مع الخسارة المبكرة لبطاقة التأهل ببرود تام، أو بالأصح بقناعة واضحة، سواء تلك الجماهير الغفيرة التي حضرت في استاد جابر الأحمد، أو من التقيناهم من إعلاميين وجماهير.

ردة الفعل تلك بقدر ما كانت مفاجئة، إذ توقعنا أن تحدث صخباً مدوياً كما هي عادة ردود الفعل بين الإعلام الأزرق والجماهير الكويتية، أو باعتبار أن أي خروج مبكرة لأي منتخب مرشح تحدث لغطاً كبيراً، فكيف إذا كان هذا المنتخب هو المستضيف، إلا أنها أعطت انطباعاً عن وعي واضح لدى أنصار المنتخب بواقع الحال، وطبيعة المرحلة، وهو ما يحتاجه الأزرق في هذه الظروف الصعبة.

هذه المرحلة التي سبقتها تحديات كبيرة ومخاضات عسيرة طوال أكثر من عامين والتي أفضت إلى تجميد الاتحاد الدولي لكرة القدم لنشاط المنتخب الكويتي تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعامل خاص حتى يستطيع الخروج من عنق الزجاجة، ولن يكون ذلك إلا بتظافر جهود الجميع، لتعود الكرة الكويتية كما عهدناها رقماً صعباً من أرقام الكرة الخليجية.

في الوقت الراهن يحتاج الاتحاد الكويتي إلى انسجام تام مع وزارة الدولة لشؤون الشباب، ومع هيئة الرياضة، ومع كل من هم على تماس مع الكرة الكويتية من أندية محلية، وإعلام رياضي، وجماهير، فضلاً عن حاجته إلى مد جسور التعاون مع محيطه الإقليمي حيث الاتحادات الخليجية، لاسيما تلك التي قطعت شوطاً كبيراً في العمل الاحترافي والمؤسسي وفي مقدمتها الاتحادين السعودي والإماراتي، وكذلك مع المؤسسات الرياضية الدولية من أجل أن تقف الكرة الكويتية على قدمها من جديد.

من يعرف الكرة في الكويت يدرك واقعاً أنها تملك كل مقومات النهوض من جديد، إذ لا ينقصها المال كعصب رئيس للرياضة في أي بلد، كما لا تنقصها العقول والخبرات والكوادر القادرة على وضع وتنفيذ استراتيجيات العمل الناجح، وهما العاملان الرئيسان لأي نهضة كروية، لكن المهم قبل ذلك أن تكون هناك إرادة جمعية بحتمية العمل على أن تكون الكرة في البلد في المكان الذي يليق بها.

نحن ندرك أن ثمة انقسامات واضحة وعميقة داخل البيت الرياضي الكويتي، لكن قبل ذلك ندرك أيضاً أن ثمة قراراً من أعلى هرم الدولة حيث أمر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بتذليل أي عقبات تقف في طريق نهضة الكويت، وهو ما لمسناه في التحركات المكوكية الأخيرة، والتي أنتجت عن قرار رفع الحظر عن الكرة الكويتية واستعادة استضافة خليجي 23.

وهو ما يبشر بطي صفحة الماضي، والبدء بصفحة جديدة عنوانها عودة الحياة للكرة الزرقاء من جديد، وهي ليست أمنية كويتية بل أمنية خليجية، وقد بانت بشكل واضح في قرار اتحادات السعودية والإمارات والبحرين بالمشاركة في خليجي 23، ودعم الاستضافة لأننا جميعاً نتعامل مع الأزرق على أنه أزرقنا جميعاً وليس أزرق الكويت فقط.

 

Email