الأولمبياد الخليجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ الصغر تعلقت قلوب أبناء المنطقة بكأس الخليج العربي لكرة القدم، كنّا نراها بالنسبة لنا أهم من كأس العالم وكأس آسيا، وحتى الأولمبياد، كنّا ننتظرها بشغف وحماس كبيرين، وكنّا نقول إنها بوابتنا إلى العالمية، من أجلها شُيدت أضخم الملاعب الكروية.

ومن أجل الظفر والتربع على عرشها جلبنا أكبر فرق ومنتخبات العالم للمنطقة لخوض التجارب الودية، وتعاقدنا مع نخبة من أفضل المدربين من جميع المدارس الكروية، ومن خلالها تطورت منظومة العمل الرياضي في جميع الجوانب وطرقنا أبواب الاحتراف وتسيّدت أنديتنا القارة وأسند إلينا تنظيم أكبر البطولات على مستوى العالم. فضل كأس الخليج وأهميتها لنا خارج نطاق الوصف!

مع مرور الزمن والتطور الكبير الذي شهدته البطولة، كبرت أحلامنا الرياضية بمشاهدة «الأولمبياد الخليجي» مصاحباً للبطولة الأم، لأنها فرصة جيدة لإعادة بريق ورونق الألعاب الأخرى، بعد أن طغت كرة القدم على الحياة الرياضية، خاصة مع وجود هذا الاهتمام الرسمي والشعبي والحضور الإعلامي الكثيف الذي تشهده البطولة الذي سيسمح بتسليط الضوء على التطورات والمستجدات في هذه الألعاب ونقلها إلى الشارع الرياضي.

ظهرت العديد من الاقتراحات التي بإمكانها المساهمة في تحويل حلم الأولمبياد الخليجي إلى واقع حقيقي، منها إقامة بطولة الألعاب المصاحبة لكأس الخليج والتي اقتصرت على الألعاب الجماعية ولكنها سرعان ما اختفت بعد تجربة إقامتها في ثلاث بطولات، ثم جاءت الفكرة الأخرى وهي إقامة الدورة الخليجية الأولمبية تحت 23 سنة.

وبالفعل أقيمت الدورة الأولى عام 2011 في المنامة، والبطولة الثانية عام 2015، بمشاركة دول الخليج الست يتنافسون في عشر مسابقات رياضية مختلفة، ولكنها إلى الآن لم تحقق الهدف المطلوب ولا نعلم مدى استمراريتها من عدمها وبكل تأكيد لا تحظى بذلك الاهتمام الشعبي والإعلامي الواسع، مثل ما نشاهده الآن في خليجي 23.

نعلم جيداً أن كأس الخليج لكرة القدم لها طابع خاص ومميز ومختلف ولا بد أن نستغل هذه الخاصية واستثمار كرة القدم بإثراء الحركة الرياضية في المنطقة والسماح للألعاب الأخرى بالظهور وإقامة الأولمبياد الخليجي في الموعد والمكان نفسه الذي تقام فيه البطولة.

Email