خليجي بلاد الرافدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت اللحظة معبرة حين دعا رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بالمملكة العربية السعودية، المستشار تركي آل الشيخ، باسمه وباسم وزراء الرياضة العرب الحاضرين في الحفل الذي أقامته الهيئة بمناسبة تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم، إلى الوقوف إلى جانب العراق لرفع حظر الاتحاد الدولي لكرة القدم من إقامة المباريات في العراق، قبل أن يطلب من رئيس الاتحاد السعودي الدكتور عادل عزت ترتيب الأمور مع رئيس الاتحاد العراقي لإقامة مباراة ودية بين المنتخبين في العراق.

جاء موقف آل الشيخ، ليكون محل تداول وإشادة من كبار الشخصيات العربية الحاضرة في الحفل، ومرتكز النقاشات بين النجوم الخليجيين والعرب، ومصدر سعادة لدى العراقيين، وقد سمعت ذلك شخصياً من النجمين العراقيين أحمد راضي ونشأت أكرم، إذ عبرا عن سعادتهما البالغة بتلك الدعوة، معتبرين موقف آل الشيخ حافزاً كبيراً لتعزيز رغبة العراقيين في احتضان المباريات الدولية الرسمية، وإن إقامة المباراة الودية بين المنتخبين السعودي والعراقي بمثابة بوابة كبيرة ومهمة ستفتح للكرة العراقية على أكثر من صعيد.

الأمور بدت متسارعة حيث اتفق الاتحادان على إقامة المباراة في البصرة في الثامن والعشرين من فبراير المقبل، وما هي إلا أيام حتى تقدم الاتحاد العراقي بطلب استضافة دورة كأس الخليج الرابعة والعشرين في العراق، وهي الدعوة التي باركها الكثيرون هنا في الكويت، إذ اعتبروا ذلك تأسيساً مهماً على دعوة المستشار تركي آل الشيخ، باعتبار أن دورات كأس الخليج كانت ولا زالت نافذة مهمة على العالم.

ليس غائباً عن ذاكرة وأذهان الخليجيين أن دورات كأس الخليج كانت المنصة الكبرى لانطلاق الكرة الخليجية نحو الآفاق الدولية، فهي التي أوجدت البنى التحتية، وصنعت القيادات، وأنجبت المواهب، وأوصلت المنتخبات إلى كأس العالم، كما حصل مع منتخبات الكويت والعراق والإمارات والسعودية، والعراق اليوم بحاجة لاستعادة حضوره السابق بشكل أقوى، وستكون دورة الخليج حين استضافتها بوابة العودة.

أكثر ما يعزز التوقعات بنجاح استضافة العراق لخليجي 24 هي الرغبة الحثيثة للقيادات الرياضية العراقية، التي بدأت تنفتح بصورة لافتة على أصحاب التأثير في الساحة الخليجية والعربية، كما حدث في اللقاءات التي تمت مع آل الشيخ، بالإضافة إلى الشغف الجماهيري بحضور الدورة، والمتابع للكرة العراقية يلفته الحضور الجماهيري الكثيف للمباريات المحلية، وهو عنصر مهم من عناصر نجاح أي دورة.

الكثيرون تواقون اليوم بأن تحتضن العراق النسخة المقبلة للدورة بعد غيابها عن تنظيمها منذ الدورة الخامسة في العام 1979، وهي الرغبة التي يفترض أن تجد المباركة من الجميع، احتراماً للمساعي العراقية، ودعماً لانفتاح الكرة في بلاد الرافدين بشكل أوسع، وتعزيزاً لحلم الجماهير فيها بمشاهدة دورة كأس الخليج على أرضهم بعد نحو 40 عاماً، وهو حق مشروع خصوصاً وأن الدورة كانت قاب قوسين قبل ذلك من تنظيمها في البصرة لولا التحولات التي حدثت في حينها.

Email