كلام أخضر

مواجهة بطعم نهائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عطفاً على مواجهتي المنتخبين السعودي والإماراتي في تصفيات كأس العالم الأخيرة يمكن القول إن مواجهتهما اليوم في الجولة الثانية من «خليجي 23» مواجهة بطعم نهائي.

المنتخبان اللذان التقيا في تصفيات مونديال روسيا، واستطاع كل منهما الفوز على الآخر، إذ فاز «الأخضر» في مواجهة الذهاب في جدة، وفاز الأبيض في مواجهة العين سيلتقيان اليوم، وبينهما العديد من القواسم المشتركة، ما يعزز مشاهدة مباراة قوية، قد تسجل نفسها كونها أقوى مباريات الدورة.

المباراة بمعطياتها ستكون مفتوحة على كل السيناريوهات، خصوصاً بعد فوزهما في المباراة الأولى، فالمنتخب السعودي قدم أداء مميزاً في الافتتاح أمام الكويت، وظهر بروح عالية كسب من خلالها ثلاث نقاط ثمينة، والمنتخب الإماراتي فاز على نظيره العُماني بخبرة لاعبيه، وقدرتهم على تسيير المباراة بنسق هادئ على الرغم من ظهور الفريق العُماني بمستوى لافت، لكن لاعبي الإمارات اختصروا المواجهة بما هو أهم وهو الفوز.

من أكثر ما يميز مواجهة السعودية والإمارات تحديداً هو علو كعب اللاعبين احترافياً على مستوى الخليج، وهو ما يظهر بوضوح في الجوانب المهارية والبدنية والتكتيكية، وذلك نتيجة قوة الدوري في البلدين، وكما هو معروف فإن الدوري القوي ينتج لاعباً قوياً، وبالنتيجة منتخباً قوياً، وهو ما يزيد من قوة المواجهة المرتقبة.

كل ذلك يعطي تصوراً لمآلات المواجهة، فالفائز لن يضمن العبور لنصف النهائي وحسب، بل سيرى الكأس تلمع في وجهه، وإن كان الحديث في ذلك أمراً سابقاً لأوانه، باعتبار أن كأس الخليج هي بطولة اللامنطق، وأحياناً اللامعقول، لكن حين وضع الأمور في موازينها الدقيقة بعيداً عن لعبة المفاجآت يمكن الاستناد إلى هذا التصور باعتباره حديثاً واقعياً بمنأى عن أي هوامش أخرى.

حديث مدربي المنتخبين في مؤتمريهما الصحافيين اللذين سبقا المواجهة أكد أن مواجهة السعودية والإمارات هي لعبة ميدان، لا مكان فيها للمناورات، والتمويه، فالإيطالي ألبرتو زاكيروني عبر عن احترامه للمنتخب السعودي وسعيه للفوز في المباراة، وبالمثل فعل الكرواتي كرونوسلاف يورسيتش الذي امتدح عالمية زاكيروني وقوة المنتخب الإماراتي، وهكذا تكون مواجهات الكبار.

بعيداً عن المنافسة داخل الملعب اليوم بين الأشقاء، حيث صراعات الفوز وحصد الثلاث نقاط وحسم قرار التاهل إلى الدور الثاني في بطولة خليجي 23، تبقى العلاقات الطيبة بين المنتخبين السعودي والإماراتي على مر التاريخ، تحمل الود والمحبة والاخوة الصادقة، تأكيداً لما يحمله موروث الدولتين من أواصر ترابط ، قادرة على أن تبقى مدى الدهر راسخة ثابتة كالجبال، تخبر الجميع أن ما يربط بين أرض الحرمين الشريفين وبلاد زايد الخير أكبر من كل الأشياء وكل الظروف .. السعودية والإمارات علاقة محبة ولا بديل.

اتمنى في لقاء اليوم، أن أرى مباراة تليق بالمنتخبين الكبيرين، بغض النظر عن النتيجة ومهما كانت فلا خاسر في اللقاء، إذا ربح الأخضر فالأبيض منتصر .. وإذا فاز الأبيض فالأخضر رابح..

Email