ثلاثي الأبعاد

«استراتيجية المناصب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

استرجعت ذاكرتي، مقال كتبته عام 2011 في البيان الرياضي، بعنوان «رئيس فيفا إماراتي»، ومضمونه يتمحور حول تأهيل قيادات إماراتية لتولي منصب رئاسة أكبر منظمة عالمية وهي فيفا وطالبت منذ تلك السنوات بضرورة وضع استراتيجية لتولي تلك المناصب الدولية،.

ولكن كما جرت العادة لم يلتفت أحد لتلك النصيحة أو الفكرة ومضى قطار السنوات ونحن للأسف لم نبق مكاننا بل رجعنا خطوات كبيرة نحو الخلف.

وما دعاني للتطرق لهذا الموضوع هو تعرض رياضة كرة القدم لإخفاقين كبيرين نتيجة ما أسميه بــ(إرهاب آسيا) حيث أدت المؤمرات والمخططات إلى ضياع فرصة جيل شباب الإمارات للمشاركة في تصفيات كأس آسيا للناشئين وأعقبه بأشهر قليلة القرار الذي فتح علامات الاستفهام على مصراعيها في رفض طلب الإمارات والسعودية اللعب في ملاعب محايدة ضد الأندية الإيرانية والقطرية في البطولة الآسيوية بالرغم من الموافقة في النسخة السابقة.

ولن أتطرق حول الآلية التي كان من المفترض التعامل بها قبل صدور القرار وأهمية التحضير المسبق منذ شهور مع أعضاء المكتب التنفيذي ولكنني هنا أريد تكرار نصيحتي السابقة بضرورة العمل نحو وضع استراتيجية لتولي المناصب القيادية في مختلف الاتحادات القارية والدولية وكلامي هنا موجه لكافة الاتحادات الرياضية وما حدث في قاعة (مؤامرات) الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لا أستبعد حدوثه في الاتحادات القارية والدولية للألعاب الأخرى.

الجميع يرى كيف تلعب السياسة بالرياضة لذا فعلينا جميعاً أن نضع السياسة المناسبة لتحقيق استراتيجية المناصب وتوفير الدعم المادي واللوجستي، مع ضرورة تشكيل لجنة تضم الخبرات الرياضية وغيرها التي لها علاقات دولية لدعم كافة مرشحينا ولا بد من أن يتعدى دورها لاكتشاف الشخصيات التي يمكن أن تلعب دوراً هاماً خارج حدود الوطن والتي ستنعكس من دون أدنى شك على مصلحة الرياضة الإماراتية والعمل كذلك على وضع الاستراتيجيات الطويلة للوصول إلى رئاسة الاتحادات الدولية.

واسمحوا لي أن أعيد فقرة من مقالي عام 2011.. وأترككم للحظات للتمعّن بها، ولكم الحكم النهائي بعد هذه السنوات (.. الوقت يمر ولا أريد أن أرى فيه اليوم الذي نندم فيه على مناصب تلاشت ونصبح بعدها نلعب دور المتفرج، لذا أطالب بضرورة إعادة تشكيل اللجنة وإصدار القرارات اللازمة لبدء دورها وتحديد مهامها بأسرع وقت!!)..

فعلاً ما أشبه اليوم بالبارحة، ورسالتي اليوم موجهة لمن يريدون إدارة مؤسساتهم بالبركة ويستصعبون كلمة استراتيجية ويعملون على تغطية فشلهم وعدم استيعابهم للفكر الاستراتيجي بالتعليق غير المسؤول لفكر أكبر مقاساً منهم.. هل تعلمون أننا تحولنا نحو استشراف المستقبل؟

همسة: «رجائي لمن لا يستطيع مواكبة توجهات الحكومة فليفسح المجال لغيره».

Email