الإمارات النموذج

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإمارات دولة يضرب بها المثل كنموذج للتطور والنهضة السريعة من صحراء إلى دولة تعتبر اليوم كمركز مالي وسياحي، فكيف تحقق ذلك في مدة أقصر من عمر الإنسان مقارنة بدول عريقة عمرها يعد بآلاف السنين؟.

دولة الإمارات العربية المتحدة من أحدث الدول العربية التي استقلت وتأسست، وكان تأسيسها على بنيان حديث وقوي ومتين، والسبب يتجلى في عقلية القيادة الرشيدة التي تبنت نهج الحداثة والتطور، ولم تعبأ بالقيود الرجعية في المجتمعات العربية.

دولة الإمارات أسست دستورها ونظامها السياسي على أحدث النظم، كالنظام الفيدرالي الأميركي والنظام الفيدرالي الألماني بفكر ورؤية شيوخ بدو عاشوا في عمق الصحراء، ولكنهم ترعرعوا على حب تراب الوطن وعشق خدمة الناس، وبالتالي كانت رؤيتهم ثاقبة ونيتهم صافية لخلق وطن حديث يسعد فيه الجميع بعد شظف العيش الذي عانى منه سكان هذه المنطقة.

فقد تغرّب البعض منهم للعمل في الدول المجاورة، وكافح البعض في وسط أمواج البحار العاتية للخروج بقطعة صغيرة من اللؤلؤ لكي يأكل ويشرب ويستمر في الحياة ويعيش، فهل نتخيل أن هؤلاء هم أنفسهم الجيل المؤسس من اجتهد وسطّر أحدث دستور وأحدث نظام سياسي في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من ويلات الحروب ومن الانقلابات والفوضى والجهل والبطالة وسوء التخطيط والفساد والفقر حينها؟

جيل الإمارات اليوم يجني ثمار زرع الجيل المؤسس لهذه الدولة، الذين نقلوا لهم كل الموروث الثقافي والأخلاقي والسياسي حتى استوعب الأبناء الدرس وتشربوا حكمة المؤسسين وواصلوا الدرب بنفس الهمة وذات الحكمة والرؤية، فلا نستغرب أن تحتل دولة الإمارات اليوم الصدارة في المؤشرات الدولية والإقليمية في كل جوانب التنمية حتى أصبح شعبها من أسعد شعوب الأرض.

Email