على الدائرة

التعصب الرياضي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت الرياضة جزءاً لا يتجزأ من حياة الشعوب، فهي مظهر من مظاهر تقدم المجتمعات، ومتعة تسمو بها النفوس، وتعمل على نشر الأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة، وتهذب النفس وتوجه السلوك، من إيجابياتها التنافس الشريف، ومن سلبياتها التعصب الرياضي.

يُعرف الخبراء، التعصب الرياضي، بالميول المبالغ فيه لشيء ما بدرجة كبيرة، يجعل من الشخص يتحيز لما يحب لدرجة تصل إلى تجميل القبيح، وتحويل سلبياته إلى إيجابيات في نظر الناس، وتعاني الرياضة بشكل عام، وكرة القدم بصفة خاصة، من الجمهور والإدارات المتعصبة لفرقها، من خلال التقليل من شأن الفرق المنافسة، وتتطور في أشكالها، لتصل إلى مرحلة الشتم والقذف والتجريح وتخريب منشآت المنافس، والاعتداء البدني، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار المفبركة والصور غير اللائقة.

يعود التعصب الرياضي إلى عدة أسباب، منها صفات شخصية في المشجع، مثل الجهل، وعدم التحلي بالروح الرياضية، والتعصب العرقي والأنانية، بالإضافة إلى مؤثرات خارجية، تسهم في دفع المشجع إلى التعصب، ومنها التصريحات الإعلامية الصادرة من الأجهزة الإدارية واللاعبين تجاه المنافس، والأخطاء التحكيمية، وفي بعض الدول، يكون تداول الإعلام للأحداث بدون حيادية، من أسباب التعصب!

هذه الظاهرة السلبية، لها العديد من الأخطار، فهي تحول الأفراح إلى أتراح، وتنشر الفتنة والبغضاء في المجتمع، ناهيك عن إشعال الحروب بين الدول، كما حدث بين الجارتين هندوراس والسلفادور عام 1970، بعد مباراتهما بتصفيات كأس العالم، كما لها أيضاً أضرار صحية على الفرد، مثل ارتفاع ضغط الدم والأزمات القلبية والجلطات الدماغية.

في الإمارات، وبفضل من الله، ثم القيادة الرشيدة، لا يوجد ما يسمى بالتعصب الرياضي، فهذه الدولة قامت على المحبة والسلام، وبذل المؤسسون الكثير من أجل وحدة الصف ونشر العلم والثقافة والاحترام المتبادل بين الأبناء، وكل ما نشاهده هذه الأيام، سواء في الملاعب أو مواقع التواصل الاجتماعي، لا يتعدى مرحلة المناوشات الرياضية، وهي ظاهرة صحية لجلب المشجع إلى المدرج، وتنتهي بانتهاء زمن المباراة.

Email