على الدائرة

«الشاطئية» تغرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

استضافت مدينة السحر والجمال، دبي، بطولة كأس القارات لكرة القدم الشاطئية خلال الأسبوع الماضي، وعلى رمال شواطئها الذهبية، توج السليساو البرازيلي بالبطولة للمرة الثالثة على التوالي، بعد هزيمته البرتغال ممثل أوروبا في البطولة، لتثبت البرازيل من جديد أنها تتنفس كرة القدم بكل أنواعها.

منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية، أنهى مشاركته محتلاً المركز الخامس، في مشاركة نعتبرها جيدة، قياساً بضعف فترة الإعداد الداخلي، التي لم تتجاوز الأسبوعين، وكانت على شكل تدريبات يومية على أرضية ملعب اتحاد الكرة غير المؤهلة لممارسة الكرة الشاطئية، وافتقد التحضير لهذه البطولة العالمية، كافة المقومات التي تؤهل الأبيض العودة من جديد إلى إحراز إحدى ميداليات البطولة، كما حدث عام 2012 و2013!

اتحاد الكرة لم يعر البطولة أي اهتمام، ولسان حاله يقول «إنها ليست بطولتي»، فتجاهل توفير عوامل النجاح للأبيض، بدءاً من تجاهل الدعوات، وتسخير الإمكانات للمشاركة في البطولات الإعدادية أو التنشيطية، مثل بطولة شرم الشيخ وبطولة المغرب، التي سبقت بطولة القارات، علماً بأن البطولتين تتكفل اللجان المنظمة بتكاليف الإقامة والمعيشة، وكان المطلوب من الاتحاد، توفير تذاكر السفر فقط، الاتحاد كذلك لم يسعَ لتفريغ اللاعبين لا قبل البطولة ولا أثناءها، ويكفي ذكر أن أحد أهم اللاعبين في المنتخب، لم يشارك في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس، بسبب استدعائه من جهة عمله لعدم وجود رسالة تفرغ، إضافة إلى عدم توفير المكافآت التحفيزية، ونقص كبير في الأدوات الرياضية، وعدم خوض مباريات ودية إلا مباراتين سبقت البطولة بأيام قليلة، ولم يحظَ المنتخب بالدعم المعنوي كذلك، حيث غاب أعضاء الاتحاد أو من ينوب عنهم عن مباريات المنتخب والحضور الفعلي كان فقط في مباراة الافتتاح التي شهدها نائب رئيس الاتحاد، ومكالمة هاتفية من رئيس الاتحاد بنفس اليوم!

الكرة الشاطئية في الدولة تحتاج إلى وقفة صادقة وقرار استراتيجي، إما أن تكون حاضرة، وإما أن تكون في عداد الغارقين، ونحن هنا نتساءل، كيف يكون لديك منتخب يشارك باسم الدولة، ولا يوجد لديك مسابقات رسمية، بعد إلغاء الدوري، وإيقاف نشاط الأندية، وهل تجهيز المنتخب ضمن أجندة اتحاد الكرة أم خارجها، وما الخطة المستقبلية للعبة في أروقة الاتحاد؟!

المجالس الرياضية في الدولة، تعمل بجد واجتهاد لاستضافة أكبر البطولات الدولية، وهو ما يخدم الدولة على كافة الأصعدة، ولكنها غير مسؤولة عن تأهيل الفريق فنياً، فهذا من واجبات الاتحاد!

في الكرة الشاطئية، توفرت المواهب، والدليل عدد اللاعبين المحترفين في الخارج، وغاب الدعم والفكر الإداري الذي يعمل على صقلها وقيادتها لتحقيق إنجازات غير مسبوقة باسم الوطن!

Email