على الدائرة

الدراجات.. طموح بلا حدود

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط عتمة النتائج والإنجازات في الرياضة الإماراتية، يظهر في الأفق نور الإبداع والفكر في الإدارة الرياضية لتخطي الصعاب وإيجاد الحلول البديلة للارتقاء بالعمل وتمثيل الدولة في المحافل الدولية المختلفة، بصورة مشرفة وعدم التوقف والصراخ على محدودية الميزانية التي تعيق خطط العمل في معظم الاتحادات! واتحاد الإمارات للدراجات أحد النماذج الرائعة في رياضتنا، والتي تستحق تسليط الضوء على إنجازاتها، وكانت آخرها تحقيق ميداليتين ذهبيتين ومثلهما فضة في بطولة آسيا الأخيرة في إنجاز غير مسبوق على صعيد اللعبة، منذ أن تأسس الاتحاد عام 1974، على الرغم من الصعوبات التي تواجه الاتحاد حاله حال غيره، إلا أن الاتحاد لم يرفع راية الاستسلام، وتحرك وفق الإمكانيات المتاحة، واستطاع التغلب على بعض العراقيل، ويصارع الواقع لتخطي العقبات الأخرى، والتي تقف عثرة في استكمال خطة الاتحاد الاستراتيجية النموذجية، والتي تهدف إلى إحداث نقلة نوعية على مستوى اللعبة.

والمتابع لمجلس إدارة الاتحاد، برئاسة أسامة الشعفار، والذي يغلب عليه عنصر الشباب، يدرك جيداً، أن الأفكار والأهداف والرؤية بعيدة عن النمط «الكلاسيكي»، التي تدار فيه بعض الاتحادات، فالنشاط المحلي على مستوى كافة الفئات، شهد طفرة كبيرة، بدءاً من آلية تنظيم السباقات ونوعيتها، والفعاليات المصاحبة ليوم السباق، بجانب تنوع الأماكن التي تقام فيها تلك السباقات، ودخول العنصر النسائي، والمساهمة الكبيرة في إنجاح طواف دبي وأبوظبي السنوي، وما يحققه من أهداف ترويجية وسياحية للدولة بشكل عام، ولا بد من الإشارة إلى عمل لجنة المنتخبات الوطنية بالاتحاد، والتي تعمل على تجهيز جيل جديد من الدراجين للمستقبل، يحافظ على المكتسبات الكبيرة التي تحققت في الآونة الأخيرة.

وأبرز التحديات المستقبلية أمام الاتحاد، التي يجب العمل عليها في الفترة القادمة، هي زيادة عدد المشاركين في الأولمبياد القادم، بعد أن مثلنا يوسف ميرزا فقط خلال الأولمبياد الأخير، وإن كان طموح عشاق اللعبة، يتعدى ذلك، بتحقيق إحدى الميداليات على المستوى الأولمبي، لوجود خامات طيبة قادرة على تحقيق ذلك، ومن التحديات أيضاً إعادة اللعبة لأندية العاصمة، بالعمل عن قرب مع مجلس أبوظبي الرياضي، وزيادة التعاون مع وزارة التربية والتعليم، لتفعيل السباقات الخاصة بالمدارس، والحضور بشكل أكبر وأوسع في مواقع التواصل الاجتماعي، لإبراز النشاطات والفعاليات ونجوم اللعبة، وخلق شراكة أكبر مع القطاع الخاص، الذي نتمنى منه التجاوب مع أنشطة الاتحاد، والقيام بدوره المجتمعي، لأن الدعم الموجود حالياً خجول، مقارنة بما يجب القيام به من القطاع الخاص.

ولا شك، أن استقبال الشيخ محمد بن مكتوم آل مكتوم، الرئيس الفخري لاتحاد الدراجات، لمجلس الإدارة، بعد تحقيق الميداليات الآسيوية الأخيرة، يعد تكريماً وتحفيزاً، لتحقيق المزيد من الإنجازات، و يخفي خلفه العديد من المفاجآت السارة لأبناء اللعبة، إن الرياضة الإماراتية، بحاجة إلى إدارة مبدعة في العمل، لا في نسج الشعارات!

Email