روحك رياضية

«مصر التي في خاطري»

ت + ت - الحجم الطبيعي

* ثمانية وعشرون عاماً من المحاولات المتكررة نجحت أخيراً لتصعد بمصر للمرة الثالثة لكأس العالم في روسيا بطريقة دراماتيكية عاطفية وكأنها فيلم «عربي» كان يجب أن تكون نهايته سعيدة بفضل النجم محمد صلاح الفرعون الصغير الذي لم يعرف المستحيل، لم يكن الفوز على الكونغو سهلاً رغم التواجد الجماهيري،ولكن إصرار لاعبي المنتخب المصري كان واضحاً رغم هدف التعادل المفاجأة قبل ثلاث دقائق من الختام، ولكن أحلام 400 مليون عربي تعلقت بإصرار المنتخب المصري على كتابة صفحة جديدة من تاريخ كرة القدم في الثواني الأخيرة من الوقت الضائع، ألف مبروك للفراعنة التأهل الصعب، وهنيئاً للشعب والقيادة المصرية التي جعلت هذا الحلم ممكناً في وقت صعب من تاريخ العالم العربي.

* في السعودية ثورة تصحيح رياضية لم نستطع استيعابها بعد، فروح الشباب تسير ثورة التغيير منذ وقت ليس بالقصير، ولعل صعود المنتخب السعودي سيزيد من جرأة أصحاب القرار، فبعد زيادة عدد الأجانب في الدوري والسماح لعدد من المولودين في السعودية بالمشاركة في كافة المسابقات، ها نحن نشاهد المملكة تجنس أول لاعب مولود في السعودية ومحترف في تشيلسي من أصول صومالية، لنكتشف أن هناك العديد من اللاعبين المولودين في السعودية والمحترفين داخلها وخارجها في طريقهم للتجنيس وهو حق طبيعي وسيادي تستخدمه أغلب دول العالم من دون تردد، فمشاركة المولودين في دول العالم مع فرق الدول المقيمين فيها تعتبر حقاً طبيعياً وإضافة كبيرة لبعض المنتخبات وخصوصاً في الدول التي تتميز بقلة عدد سكانها أو ممارسي كرة القدم فيها، فلماذا لا نتعلم من الدروس السعودية في الرياضة ونخطو خطوها، وخصوصاً إذا أثرت دورياتنا ومنتخباتنا وأضافت شيئاً جديداً لرياضتنا محلياً وعالمياً؟

* أموت وأعرف أين ذهبت تكنولوجيا إعادة الفيديو والتي تحدثنا عنها كثيراً وخصوصاً بعد أخطاء الجولة الثالثة، والإثارة الكبيرة داخل وخارج استاد هزاع بن زايد في لقاء العين وشباب الأهلي، فاتحادنا هو أول من تحدث عن الاستعانة بهذه التقنية وأرسل وفوداً لدراسة جدواها ولكننا إلى الآن ما زلنا ننتظر قرار جدوى استخدامها بعد أن قالوا إنها قد تكلف الملايين،بالله عليكم أنقذونا بها، فلعلها تقلل الأخطاء، وخصوصاً الكبيرة منها والتي أصبحت تغير النتائج، وتثير الأحقاد والضغائن فالبعض يحمل الكرة أكثر من طاقتها، والبعض يعتقد أن الكل لديهم أجندة مسبقة وينتظرون منه أي زلة ليحاسبوه عليها، مهما كانت تكلفة تقنية الفيديو أنقذونا بها فلعلها تسكت كل الأصوات التي تشعر بأنها مستهدفة من بعض الحكام، وحتى لا نرمي كل أخطائنا وخسائرنا على شمعة الحكام التي لم تعد تتحمل كثيراً.

* تحية لمنتخب الفراعنة الذي أسعدنا بعد ثمانية وعشرين سنة من الانتظار المتعب رغم كل الإنجازات الإفريقية، وأخيراً شكراً للاحتراف الخارجي وشكراً للمدرب العالمي الأرجنتيني كوبر ولكل الأبطال من محمد صلاح والنني وحتى عصام الحضري، وكل الأمنيات بوصول نسور قرطاج والأسود الأطلسي فنحن في انتظار الجولة الأخيرة على نار.

Email