الكورنر الرياضي

التحليل الرياضي السلبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كرة القدم تجتمع عدة عناصر لإخراج أي مباراة أو أي حدث رياضي بشكل ناجح وممتع وبديع وأهمها على الإطلاق هو اللاعب واللعب الجماعي المنظم والمهاري، ومن ثم يأتي التنظيم الإداري للحدث الرياضي، ومن بعدهم طاقم التحكيم والمعلقون والجمهور والإعلام، وعلى رأس الإعلام يأتي دور المحللين الرياضيين لشرح أحداث المباراة بشكل فني ونزيه، والنزاهة هنا ضرورية فهي العنصر الجوهري في تقبل المشاهدين للتحليل الرياضي من عدمه.

على الساحة الرياضية المحلية الكروية تتنافس عدة قنوات رياضية مثل دبي الرياضية وأبوظبي الرياضية والشارقة الرياضية، وتوجد أيضاً قنوات رياضية أخرى تهتم بالرياضات غير الكروية مثل «دبي ريسينج» و«قناة ياس» في تغطية ونقل وتحليل رياضات الفروسية بشكل خاص.

في مقالي هذا سأسلط الضوء على التحليل الرياضي في كرة القدم فقط وما مدى نزاهة محللي كرة القدم والتي تستضيفهم قنواتنا الرياضية المحلية. سأقولها وبكل صراحة ومن دون مواربة إن «بعض» المحللين الرياضيين في قنواتنا الرياضية غير محايدين ويغلب عليهم التعصب الرياضي الأعمى مما يجعل هذا المحلل الرياضي في خانة المحلل غير الصالح للتحليل وغير المقبول من قطاع كبير من الجمهور والمشاهدين؛ لأنه وبكل بساطة غير نزيه وغير محايد، وهنا يقع اللوم على إدارات القنوات الرياضية في «فلترة» هؤلاء المحللين، فمن الشروط الأساسية في استضافة أي محلل رياضي هي التجرد من أي انتماء، والتحليل بموضوعية بعيداً عن التعصب الأعمى.

نشاهد في كل مناسبة رياضية محللين رياضيين يشنون وباستمرار هجوماً على نادٍ بعينه فقط لمجرد أنه غريم النادي الذي ينتمون إليه وهذه فعلاً كارثة إعلامية يجب أن تتنبه لها إدارات قنواتنا الرياضية.

الجمهور الرياضي ضاق ذرعاً من الاستماع مرغوماً لمحللين رياضيين متعصبين منذ أن فتحت قنواتنا الرياضية استديوهات التحليل لمثل هؤلاء المحللين الرياضيين، هم محللون مهمتهم الأساسية النقد الهدام والتقليل من شأن الفرق الأخرى، هدفهم النيل من ذلك النادي الغريم لهم، والمصيبة أن هؤلاء المحللين ما زالوا يحللون ويغردون بسلبية وبلا نزاهة وما زالوا على كراسيهم في استديوهات التحليل وإدارات قنواتنا الرياضية آخر من يعلم أو أنهم يعلمون ولا حول لهم !.

أنقذوا المشاهدين، وأيضاً برامجكم بجلب محللين موضوعيين قادرين على تحليل المباريات للجمهور بحيادية حتى ترتفع مؤشرات المشاهدة لدى قنواتكم.

يعلل البعض أن من الضروري جلب محللين ينتمون لطرفين متضادين حتى يسخن الحوار، هذا ممكن وجائز في بعض المباريات، ولكننا نشاهد نفس هؤلاء المحللين يحللون لمباريات أخرى أيضاً، وهدفهم في التحليل إحباط معنويات جميع الفرق الأخرى إلا الفريق الذي ينتمون إليه!

سؤال مباشر، كيف لأي مشاهد رياضي واعٍ أن يستمر في مشاهدة أي من برامجكم الرياضية التحليلية مع محللين متعصبين حتى النخاع ؟ بالإضافة إلى مقدمي البرامج الرياضية الذين هم أكثر تعصباً من ضيوفكم «مدعي التحليل».

في الخاتمة أدعو الجمهور إلى تذكّر أمر مهم ألا وهو؛ «أن السخط الجماهيري لا يأتي بعد المباراة مباشرةً بقدر ما يأتي بعد التحليل الفني والتحليل التحكيمي السلبي !!!!».

Email