الكورنر الرياضي

وأين الجماهير؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بداية أول جولة من دوري المحترفين دوري الخليج العربي، شاهدنا خلو المدرجات من الجمهور، وتفاجأنا أيضاً بقمة العين والوصل، التي استضافها استاد خليفة، تظهر بهذا الشكل من مدرجات خالية من الجمهور، وخاصة أن الناديين يملكان أكبر قاعدة جماهيرية في الدولة، فأين الجمهور، وما الأسباب في عزوف الجماهير عن الذهاب إلى الملاعب؟.

بصراحة، شيء مؤسف، أن نستقبل الدوري في ظل عزوف جماهيري واضح، وأنا أعتقد أن وراء هذا العزوف، هو ضعف تسويق الدوري من قبل اتحاد الكرة، والسبب الآخر هو الطقس الذي ما زال حاراً ورطباً، والسبب الثالث، هو الإحباط بسبب خروج منتخبنا الوطني من التأهل للمونديال، ما انعكس على مزاج الجمهور الرياضي، علاوة على الأسباب الأساسية المزمنة منذ سنوات، التي كتبنا عنها في أكثر من مناسبة، أما التشفير فلا يعد سبباً مقنعاً لعدم الحضور.

عندما نكتب عن الأسباب، يجب أن نقترح الحلول، وإلا لن يكون لحروفنا معنى، وبالتالي، على الاتحاد تسويق الدوري بشكل أكبر، واختيار المواعيد المناسبة للمباريات.

جمهورنا واعٍ، فهذا الجمهور ذهب وشاهد مباريات في مدريد وبرشلونة ولندن، وهو يقارن بين التجهيزات هناك وهنا، ولا بد من الاتحاد والأندية رفع مستوى المدرجات والتجهيزات، وجعل كل مباراة متعة للجمهور، وكأنه حاضر صالة سينما، فبدون هذه الترقيات لن يحضر الجمهور.

جمهورنا واعٍ، ولن يجره إلى المدرجات، مغصوباً، التشفير، وإنما المتعة والترفية، وحتى لو رفعوا قيمة تذكرة الدخول، ولكن يجب أن يكون مقابل ذلك راحة ومتعة وترفيه.

سيسخن الدوري، وستعود الجماهير، ولكن لن تعود بالأعداد التي كانت أيام زمان، إلا إذا عرف الاتحاد والأندية من هي الجماهير؟، فلم تعد هي نفسها تلك الجماهير التي تحضر للتشجيع، ولو كانت المباراة على مدرجات حديدية، فالوضع تغير، والجيل الحالي شاهد ويقارن، فعلينا الارتقاء إلى مستواه، وإلا لن تفيد ترقيعات التشفير!

على اتحاد الكرة أن يدرس ظاهرة عزوف الجماهير دراسة وافية، بالتعاون مع الأندية، وعدم الاكتفاء بطرح حل وحيد، وهو التشفير، والانتظار سنوات حتى «تفقس البيضة»، هذا عمل عقيم، ونحن لا ننتقد فقط لمجرد الانتقاد، فالنتائج واضحة أن التشفير لم يقدم حلاً، ومع ذلك، أنا لا أعترض عليه، ولكن التشفير ليس الحل، وقد اتضحت النتائج بعد تطبيقه سنوات.

في الخاتمة.. أكرر أن الجماهير واعية، وسافرت وحضرت مباريات عالمية، وهي تقارن، وكلي ثقة أن اتحاد الكرة يدرك ذلك، وعليه عدم الانتظار، بل عليه المبادرة بتشكيل لجنة لدراسة ظاهرة عزوف الجماهير، وإيجاد الحلول المناسبة.

Email