دعوا الذهب يلمع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأن العالم مازال يعترف بالنهايات السعيدة، ها هو الوصل يتوّج موسمه الاستثنائي بالحلول وصيفا لدوري الخليج العربي، ليضمن عن جدارة واستحقاق شرف المشاركة في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل.

وبعد غياب اقترب من 9 سنوات عن المسابقة، يبدو من البديهي أن نطالب الجميع بتخفيف ضغوطهم على الإمبراطور حين يذهب لمقارعة كبار القارة، إلا أن ذلك لن يكون كافياً، إذ سنطالبهم أيضاً باحترام أولوياته وخياراته أياً ما كانت.

عديدة هي الفرق الإماراتية التي حظيت ببطاقة التأهل إلى دوري أبطال آسيا، لنجدها حينها تفرّط في الفرصة، وتختار تركيز مواردها وطاقاتها على المسابقات المحلية، ودائماً ما كنا نسمع ذات الأسطوانات الغاضبة، خائبة الأمل، من هذه الفرق، والتي نعتبر خيارها ينم عن انعدام الجدية، وعدم تقدير المحفل القاري الذي صعدت للمشاركة فيه، باختصار، لقد اعتدنا أن ننظر لها بنظرة الفرق العابثة.

ولم يكن الانتقاد - بالطبع - سوى بدافع الغيرة على سمعة الكرة الإماراتية، وإيماناً بقدرة ممثليها على المضي بعيدا، بيد أن الأمور في كرة القدم لا تنقسم إلى الأبيض والأسود دائماً، وما قد يكون قراراً خاطئاً ومتخاذلاً في بعض الحالات، قد يكون صائباً وحكيماً في حالات أخرى.

لن نقرر بالنيابة عن الوصل، ولن نستبق الأحداث، إذ تفصلنا 8 أشهر على الأقل عن انطلاق دوري أبطال آسيا بنسخته الجديدة، وقد يختار رودولفو أروابارينا وفهوده حينها، التكشير عن أنيابهم القارية، والتشبث بحظوظهم في تخطي دور المجموعات.

ولكن أتمنى أن نقف جميعاً خلف الإمبراطور إذا ما اتخذ القرار الصعب بإدارة ظهره لأباطرة القارة واستثمار النهضة الرائعة التي يعيشها محلياً لاستعادة عرش الدوري.

ولا تستغربوا دفاعي المبكر عن خيار الوصل المُحتمل، فالسعي خلف الكؤوس المحلية مجدٍ أكثرمن نيل الخروج المشرّف من دور الـ16 لدوري أبطال آسيا، وهو المسار المتوقع لفريق لا يمتلك الخبرة القارية، وذلك إنجاز في حد ذاته، لكنه في نهاية المطاف لن يدوّن في سجلاتك، أو يدخل خزائن استاد زعبيل.

إنها مخاطرة كبيرة بأن يتنازل الإمبراطور عن دوري أبطال آسيا، ومخاطرة أكبر بأن يصب كامل جهوده في التتويج بدوري الخليج العربي لموسم 2017 - 2018 في ظل المنافسة المحلية الشديدة.

ولكنها معادلة إن نجحت قد تضعه أمام الهدية التاريخية بالمشاركة في كأس العالم للأندية 2018، تماما كما كان الحظ قد ابتسم الجزيرة، والذي اضطر أن يقنع بتذيل مجموعته الآسيوية دون أي انتصار.

بالطبع، فمقايضة دوري أبطال آسيا بالدوري المحلي قد لا تفلح بالضرورة، فيخرج الوصل خالي الوفاض على الصعيدين القاري والمحلي، وتتأجل أحلامه عاماً آخر في العودة إلى منصات التتويج الإماراتية التي ابتعد عنها منذ 2007.

ولكن ألا يستحق مونديال الأندية مثل هذه المخاطرة؟

Email