لقطات

غراب وكلمة الحق

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن قد مر سوى شهرٍ ونيف على اختيار دوري الخليج العربي كأقوى دوري في القارة الآسيوية، حتى صب مروان بن غليطة رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، على رؤوسنا رأيه الصريح، والذي جاء »متجمداً« على مقاييس المجاملة والمراعاة، وبدرجة حرارةٍ تقل عن الصفر.

»إن دورينا ضعيف«!، لقد قالها لنا هكذا، بالفم الملآن، ليتركنا »نرتعش« بمخاوف فشل كرتنا المحلية وتقهقرها.

ولأن الواقع كما يراه الكثيرون منا، يعاكس رأي بن غليطة، فقد ارتحنا بالرد الوافي الذي أدلى به محمد مطر غراب، المحلل الرياضي الشهير.

ولن أجد أبلغ من حجته حين استشهد بنتائج فرقنا الرائعة في دوري أبطال آسيا، لنفي التهمة عن دورينا، فهل من شأن مسابقة ضعيفة أن تضع الأهلي والعين في المباراة النهائية لعامين على التوالي، كما كان من المتوقع من النصر أن يمضي أبعد من ربع النهائي؟.

ولكن، لنكن واقعيين ودقيقين، فإن هذا الرأي لم يكن وليد اللحظة التي تفوّه به فيها بن غليطة، ليتظاهر أمامه الشارع الرياضي الإماراتي بالصدمة.

فإن هنالك لاعبين دوليين ممن صرحوا جهاراً نهاراً بضعف دورينا بسبب انخفاض معدل دقائق اللعب الفعلية، وهناك مدربون يتبوؤون مقاعدهم في المؤتمرات الصحافية، فيلمحون إلى أن فرقنا تعاني خارجياً بسبب اختلاف »الرتم« بين دورينا الهزيل وباقي دوريات القارة، بل إن تواضع دورينا المزعوم، كان قد صدر من أفواه وأقلام إعلاميين وصحافيين في الوسط الرياضي، وهم الذين يخاطبون المشجعين مباشرةً، ويؤثرون في توجهاتهم.

وأي من هؤلاء لم يلقَ، على حد علمي- الإجابة التي تفحمه، وترغمه على رفع العقال احتراماً لمسابقتنا المحلية.

لا شك أن الدور الحساس الذي كُلّف به بن غليطة، يجعل للانتقاد نغمة سوداوية مختلفة في آذاننا، كما كان الحال عليه حين أعلن المهندس مهدي علي أن دورينا عاجزٌ عن إنتاج لاعبين مميزين، وهي وجهة نظر لو سمعتها من مليون شخص سواه، لواصلت ارتشاف قهوتي بهدوء مستفز، ولكنها من المدرب السابق للمنتخب الإماراتي، وكانت كفيلة بأن أغص قلقاً.

أتفهّم الحسرة في قلوب المشجعين من تصريح بن غليطة، فالأمر أشبه بأن يعترف ربان السفينة نفسه باقترابنا من الغرق. ولكن في هذه »التايتانيك« التي تحملنا جميعاً، فإن الآراء هي الآراء، سواء صدرت من بن غليطة، أو مدرب المنتخب، أو حتى »روز وجاك«، وعلينا التصدي لها في كل مرة، عوضاً عن تركها لتكبر وتنتشر.

نصمت عن هذه الانتقادات غير المنصفة لكرتنا، لأنها قد تبدو أحياناً كفقاعة الصابون الهادفة إلى الإلهاء وتشتيت التركيز، لكنها ستفاجئنا حين ستصبح حقيقة غير قابلة للنقاش، لمجرد أنها تكررت مرات عديدة مع اختلاف الصياغة.

وعموماً، إذا لم نفلح في نفي تهمة الفقر الفني عن كرتنا، فلنتحلَ ببعض الإيجابية، ونأمل بعتق دورينا من التشفير، باعتباره ضعيفاً لا يستحق المشاهدة.

Email