الكورنر الرياضي

دورينا مدهش!

ت + ت - الحجم الطبيعي

دورينا مدهش، مدهش بمستوى التحكيم، فأحياناً يبرز عندنا حكم بمستوى مونديالي، وأحياناً يخرج علينا نفس الحكم بمستوى لا يستحق أن يدير مباراة في الفريج!


دورينا مدهش، مدهش بمستوى فرقنا الكروية، فيوماً نشاهد مستوى لفرقنا بمستوى شبيه بالفرق العالمية، وفي فترة وجيزة، نلاحظ نفس الفريق وكأنه فريق لا يفقه في كرة القدم شيئاً، بل يمكن أن نقول إن هذا الفريق لا يستحق أن يلعب كرة قدم من أساسه!!، وخاصة عندما تستعرض هذه الفرق عضلاتها محلياً، وسريعاً ما تنكشف عند أول مواجهة خارجية...!


دورينا مدهش، مرة نشاهد إدارات تدير الأندية بأسلوب حديث وتخطيط مدروس، وتجلب لاعبين ومدربين على أعلى المستويات وتحرز نتائج مبهرة، وبعد حين نشاهد نفس الإدارات تقترف أخطاء غبية، وتدمر كل شيء مبهر صنعته، وتنتهي بسخط جماهيري وخروج مخزٍ! ولا نفهم كيف، إلا أن هناك شيئاً مدهشاً في دورينا!


دورينا مدهش، نسمع عن أعضاء اتحاد الكرة مرات كلاماً يجعلنا نحلم، بل نصل بحلمنا إلى العالمية، كلاماً عن تخطيط عميق واستراتيجية ذات أبعاد ذكية وحوارات عاصفة للذهن، نشعر بعدها بأننا سنحصد كل البطولات القارية والعالمية.

وفي مناسبات أخرى، نسمع عن نفس الأعضاء عن فشل مروع، وعن سوء تخطيط، وعن مؤامرات كيدية بين الأعضاء أنفسهم..! و«نتحسف» على الوقت الذي أضعناه في سماع كلام فارغ عن التخطيط الذكي، والاستراتيجيات بعيدة المدى وحوارات لتفريغ الحكي، وللأسف حينها صدقنا وفرحنا..!


دورينا مدهش، نسمع عن سخط جماهيري على قصة التشفير، وأنفسهم الساخطون يشاهدون المباريات من المجالس بواسطة الروابط الإلكترونية، والمضحك المبكي في القصة، لو أننا ألغينا التشفير، لن يحضر هؤلاء الساخطون إلى الملعب، بل سيظلون ساخطين، ولن يحضروا في كل الأحوال..!


دورينا مدهش، مدهش بإعلامه، مرة نسمع ونشاهد ونقرأ عن محللين وكتّاب رأي، وبعد فترة وجيزة، ومن نفس الأشخاص، نسمع ونقرأ مضموناً متناقضاً ومختلفاً ومعاكساً لرأيهم الأول..!، فعلاً دورينا مدهش بكل ما تحمله الكلمة من معنى...!


أتمنى أن ينتهي عصر الدهشة الرياضية والتخبط الرياضي، أتمنى أن تحدث مراجعة رياضية شاملة جادة، وخاصة إذا التفت إليها «كبار القوم»، الذين تعلمنا منهم التحدي والتخطيط السليم، والتفكير خارج الصندوق، والاندفاع نحو المركز الأول ولا غير المركز الأول، فكل المحاولات دون المركز الأول هي محاولات فاشلة.

وخاصة الحوارات الرياضية التي قصدها التنفيس وليس التفعيل...! ولو كان القصد من الحوار التطوير، لما بنيت على أساس حوار مجالس لا مخرجات منه، وبالتالي، دعونا نكن صريحين جداً، فالحوارات الاستراتيجية لها ترتيبات أخرى مختلفة عن ذلك التجمع الذي سعى لامتصاص الغضب الشعبي، بعد خيبة الأمل من المنتخب الوطني!

Email