لقطات

التعثر على طريقة غوارديولا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أذكر أن أحداً لم يتبسّم فرحاً حين قرر جوسيب غوارديولا استئناف مسيرته التدريبية في مانشستر سيتي مع بداية موسم ‬6102-‬7102.

فالنصف الأول من المبتسمين كان شامتاً -ولا أحتاج إلى أن أخبركم بميول هؤلاء-، والنصف الثاني أيقن فحسب بأن المدرب الإسباني سيعيش تجربةً لا تُنسى في الدوري الإنجليزي، وهو الذي جاء متأبطاً سيرةً مهنيةً لامعةً من سنوات التألق وشبه الهيمنة التي خاضها مع برشلونة وبايرن ميونخ.

وعلى الرغم من أن الموسم لم يطو صفحته الأخيرة بعد، ها هو بيب يحطم أرقامه الشخصية القياسية في الإخفاقات!

فللمرة الأولى في تاريخٍ حافلٍ بالمنجزات، يتكبد غوارديولا ‬6 هزائمٍ خلال مسابقة الدوري، وهي التي قد تكون قابلةً للازدياد -لا سمح الله- خلال الشهرين المقبلين، كما أنه يتذوق لأول مرةٍ مرارة الهزيمة ذهابا وإيابا على يد نفس الخصم في الدوري، إذ سقط أمام تشيلسي في الاتحاد وستامفورد بريدج.

وقبل أن أُتهم بالمبالغة والتهويل -على الرغم من موهبتي في النشاطين-، فأود التأكيد على أني لا أرى فشلاً في أن يتعثّر ابن الـ46 عاما بـ6 هزائم خلال الموسم، ولا أعتبره عارا فعليا أن يقهرك أفضل فرق المسابقة جيئةً وذهاباً. وبطبيعة الحال، يستحيل أيضاً أن أتفق مع الأصوات المتعصّبة ضد ابن كتالونيا، والتي تعتقد بأن ورقة التوت قد سقطت عنه، وفضحت إمكانياته التدريبية.

ولكن خيبة أمل غوارديولا الطفيفة هو بالضبط الشعور الذي أتمنى أن يجربه نجومنا الإماراتيون.

كان بإمكان المدرب الشاب أن يلتزق بمقعده على الدكة الاحتياطية لبايرن، حيث يضع الساق فوق الأخرى فيما يذل المنافسين بالسداسيات والسباعيات كما لو كانت مباراةً في البلاي ستيشن. أو كان بإمكانه حتى أن يبقى في برشلونة.

حيث مهما بلغت صعوبة المشوار المحلي، فهو لا يواجه منافسةً إلا من قطبي مدريد، بينما يستند لحسن حظه على خبرةٍ مهولةٍ على الصعيد القاري تجعله مرشحاً لبلوغ نهائي الأبطال كل عامٍ.

كان بإمكانه إذاً أن يخلع على نفسه ألقاب الأفضل والأذكى والأشد موهبةً والأكثر تمكناً، وبمجهوداتٍ أقل بكثيرٍ، ولكنه اختار أن يرحل إلى حيث تنغص عليه فرقٌ مغمورةٌ كليستر حلمه في المنافسة في اللقب.

لقد خاطر بسمعته التي تسبقه، وضحّى بكفه المعتادة على رفع الكؤوس، ليضع عقله الماثل تحت تلك الصلعة الشهيرة تحت اختباراتٍ أصعب، تمتحن فلسفته وفكره ومرونته وتخطيطه.

ولن يجرؤ أحدٌ من المنصفين المنطقيين على أن يُلقي على غوارديولا تهمةً ثقيلةً كالفشل، لأن التعثّر بالاختبارات الحقيقية يبقى أرفع منزلةً من النجاح دون معوقاتٍ تُذكر، وتعرّف المرء على حقيقة وطبيعة ومدى تطوّر قدراته يظل أحق بالاحترام من الاحتماء بالأوهام.

فهل لا زال نجومنا قانعين بكونهم الأفضل والأذكى والأشد موهبةً والأكثر تمكناً إذ يحتمون بظلال محليتهم؟

أتمنى ألا يكون الرد بالإيجاب.

Email