«الرياضة لم تعد هواية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يهنأ كلاوديو رانييري المدرب العجوز بفوزه بأعظم دوري كرة قدم على وجه الأرض، رغم كبر الإعجاز والإنجاز والمتعة التي قدمها لعشاق كرة القدم في العالم، فرغم حبنا وعشقنا للفرق الكبيرة إلا أننا نعشق الفرق الصغيرة التي تأتي من القاع، لتنتزع بطولة يتصارع عليها الكبار ممن صرفوا المليارات مقابل عشرات الملايين التي صرفها ليستر الموسم المنصرم.

فلقد تم إعلان قرار الإطاحة به من قيادة تدريب الفريق بعد يوم فقط من خسارته في دوري أبطال أوروبا أمام إشبيلية بهدفين لهدف، قرار إقالة رانييري كان صدمة لكثير من عشاق كرة القدم، ليس في بريطانيا بل في العالم.

فلقد توقعوا قليلا من الوفاء من ملاك الفريق التايلنديين، ولكن نتائج الفريق في الدوري واحتلاله المركز السابع عشر، وابتعاده بنقطة واحدة عن منطقة الهبوط، وعدم قدرته على الفوز في آخر خمس مباريات، بل إنه لم يستطع التسجيل في العام الحالي ولا هدف رغم وجود جيمي فاردي ورياض محرز، حيث أدى رحيل المبدع كانتي لاعب الوسط المميز إلى تشيلسي وعدم وجود البديل المناسب، لعدم قدرة الفريق قليل الحيلة على إيصال الكرة للمهاجمين.

فالرياضة - كما كانت وما زالت أكرر- لم تعد هواية بل أصبحت تجارة تدر المليارات، فلم يعد الأداء وامتلاك الكرة وحلاوة اللعب هي المهمة بل إحراز البطولات التي سيتبعها مجيء الرعاة والإعلانات، فلا مجال للعواطف، ويكفي أن نعرف أن ملاك ليستر قاموا بأخذ موافقة بعض لاعبي الفريق قبل الإقدام على قرار «تفنيشه» الذي صدم الكثيرين.

ولعل لعنة الفوز بالبرميرليغ ما زالت تطارد كل من فاز بها آخر خمس سنوات، فلقد أقيل مانشيني بعد أن حقق مع مان سيتي اللقب في 2012، وبعد نجاح مان يونايتد بقيادة المحنك السير أليكس فيرغيسون في ملء خزائن المان، قرر الرحيل والاعتزال بعد ربع قرن قضاها مع الفريق.

ومنذ رحيله إلى الآن لم يتمكن من المنافسة رغم تغييراته المستمرة للمدربين، أما مانويل بلغريني فلقد رحل عن السيتي بعد حصوله على اللقب في 2014، ليكون بديله غوارديولا في أول تجاربه مع البريميرليغ، وفِي عام 2015 تكررت مع مورينيو قصة رانيري بعد أن أحرز اللقب.

بسبب نتائج فريقه السيئة مع تشيلسي بسبب عدم قدرته على التعامل مع عدد من نجوم الفريق، الذين نجحوا في الإطاحة به، بعد أن رفضوا تقديم أفضل ما عندهم في ذلك الموسم، لذلك فإن بطولة الدوري الانجليزي التي اعتبرها البعض نعمة وإنجازاً، اعتبرها البعض الآخر نقمة و«تفنيشاً» سريعاً، وتاريخاً أسود تمنى البعض ألا يحصل عليه، حتى لا يكون في النهاية مصيره الإقالة، كما حدث مع رانييري الطيب.

* أول جولة في أبطال آسيا لأنديتنا الأربعة لم تكن كارثية، ففوز الأهلي وتعادل العين وخسارة الوحدة، رغم أن خسارة الجزيرة الكبيرة أمام لخويا بالثلاثة كانت غير متوقعة، إلا أنني أرى أن الجولة الثانية ستكون نتيجتها أفضل من الأولى، خصوصاً بعد أن أصبحنا في التصنيف الأول على القارة، فإلى المزيد من النجاحات.

Email