الكورنر الرياضي

فك احتكار المنافسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتكرت المنافسة على بطولاتنا المحلية بين ناديي الأهلي والعين منذ عدة سنوات ومازالت منافستهما قائمة، ولكن الجديد هذا الموسم أن الوصل والجزيرة يحاولان فك احتكار العين والأهلي للبطولات، فهل ينجحان في المواصلة في اعتلاء قمة بطولاتنا خاصة بعد ما قارب الدور الأول من دوري المحترفين على الانتهاء وهما متربعان على قمته وأيضاً نجاحهما في الوصول إلى نهائيات كأس الخليج العربي.

العين والأهلي يملكان معظم لاعبي منتخبنا الوطني وبالتالي ليس من السهل على أي فريق اللحاق بهم أو كسر احتكارهما للبطولات، ولكن وجود منافسة رباعية أو سداسية على بطولاتنا المحلية سيرفع المستوى الفني وسيزيد الندية والتشويق وسيجر الجماهير إلى المدرجات.

وبالفعل نحن نشاهد اليوم كيف زحف جمهور الوصل العريض إلى المدرجات بمجرد وجود أمل في منافسة فريقهم على البطولات، فتخيلوا لو كانت المنافسة محتدمة بين معظم فرق دوري الخليج العربي، حتماً هذا سيثري دورينا وسنتمتع بقمم كروية في كل مباراة.

أعود وأذكّر أن المنافسة مع الأهلي والعين اليوم صعبة للغاية وفك احتكارهما للبطولات المحلية صعب جداً في ظل دوري المحترفين والذي يرتبط بمعادلة المال ولكن هذا لا يمنع أن تتمرد بعض فرق دورينا في بعض الأحيان ولو مؤقتاً على هذه المعادلة، ولكن في الواقع العملي والمنطقي لا تستطيع هذه الفرق الاستمرار في المنافسة طويلاً ولا تملك النفس الطويل إذا هي اعتمدت على المعونات الحكومية أو المعونات الخاصة والكل يعرف ما هي المعونات الخاصة!.

أنصح باقي الأندية الفقيرة ومتوسطة الدخل أن تخطط بشكل أعمق في إيجاد موارد مالية متنوعة ووفيرة، وأنصحها كذلك أن تنفق أكثر في دراسة إطلاق مشاريع استثمارية طويلة الأمد.

كما فعلها نادي النصر منذ زمن طويل وكما يفعلها الآن نادي الوصل وخاصة عندما أطلق الأسبوع الماضي أكبر مشروع عقاري لناد رياضي وهو مشروع «الشيخ أحمد سكوير» وهو بالفعل مشروع يحسب للإدارة الحالية لنادي الوصل وستتذكره طويلاً أجيال حاضرة وأجيال قادمة من محبي نادي الوصل.

إن القائمين على إدارة نادي الوصل اليوم مدركون تماماً أن المال مرتبط بالمستقبل وبالمنافسة أيضاً في دوري المحترفين، الدوري الذي لا يفهم إلا لغة المال وحده، لذلك لا بد أن نعترف أن أعضاء إدارة الوصل اليوم يتمتعون بالذكاء الحاد، وببعد النظر، وبقراءة المستقبل بشكل سليم، وأيضاً إلمامهم الجيد برؤية مجلس دبي الرياضي وخاصة جزئية نية مجلس دبي الرياضي في عام 2021، رفع الدعم عن الأندية الكروية في دبي وتشجيعها على الاستثمار والاعتماد على الذات.

أتمنى أن أشاهد أكثر من فريق يتنافس على بطولاتنا المحلية، فاحتكار العين والأهلي للبطولات المحلية حتماً سيضر الكرة الإماراتية وسيبعد جماهير الأندية الأخرى عن مدرجاتنا، وبالتالي علينا جميعاً تشجيع الفرق الأخرى في التخطيط السليم في الاستثمار والمنافسة بنفس طويل، وهذه النظرة البعيدة يجب أن تكون من أولويات استراتيجية اتحاد الكرة.

لذلك أقترح على اتحاد الكرة اليوم التشديد على التزام الأندية الغنية بسقف العقود والمحافظة على اللاعبين المتميزين في فرقهم حسب قوانين الاحتراف، وهذا لا يأتي إلا إذا تعهدت الأندية الغنية بميثاق شرف والالتزام بعدم كسر سقف العقود «من تحت الطاولة»، ومن هذا المنطلق على اتحاد الكرة اليوم واجب رفع مستوى دورينا وجعله رافدا قويا لمنتخبنا الوطني بالتوازي مع مساعدة الأندية للتخطيط في الاستثمار السليم، حتى تتساوى نسبياً جميع أندية دوري المحترفين مادياً.

Email