اللافتة المثيرة للجدل

ت + ت - الحجم الطبيعي

حدث في مباراة الوصل ودبا على ملعب الوصل وفي الدقيقة 88، أي قبل نهاية المباراة بدقيقتين أن قام شخص محسوب على جماهير الوصل، برفع لافتة تظهر فيها صافرة التحكيم وبها خطوط لهب باللون البنفسجي، وبعد انتهاء المباراة رد المدير التنفيذي لنادي الوصل محمد العامري على استفسارات وسائل الإعلام، وقال: لربما أن أحد الجماهير اخترع هذه الحركة لتذكير الحكم لكي ينهي المباراة ويصفّر، ليحتفل الجمهور مع اللاعبين بعد النتيجة الكبيرة، وأردف العامري قائلاً: لا يوجد لدي أي تفسير آخر، وبعد هذه الحادثة أحالت الأمانة العامة لاتحاد الكرة نادي الوصل إلى لجنة الانضباط لمعاقبة النادي.

وربما أن اللافتة كانت إيحاء لأمر مقصود به الإساءة لطرف آخر بالرغم أنها لا تحتوي على أي كلمات، ولا يمكن لأي شخص أن يفسر بالنوايا، والقانون لا يعاقب على النوايا، ولكن في كل الأحوال، نادي الوصل لا يمكن أن يكون طرفاً.

نعلم أن اللافتات يجب أن تخضع للرقابة عند بوابات الدخول، ولكن يحصل أن يهرّب الكثير لافتات بطرق مختلفة وخاصة اللافتات القماشية.

وعلى كل حال الإساءات كثيرة في ملاعبنا، كأن يرمي أحد الجماهير حذاءه على اللاعبين أو يتلفظ بألفاظ مشينة، وبالتالي هذا هو دور أمن الملاعب والشرطة وليس النادي.

النادي يمكن أن يفتح بلاغاً في الشرطة ضد كل من أساء داخل حرم النادي، ولكن لا يستطيع أن يغلق فم أي مشجع أو أن يستطيع منع تهريب لافتات كالقماش أو أن يمنع الشغب في الملاعب، فهذا واجب الشرطة.

الإساءات في الملاعب تحدث ولا يمكن أن نلوم أي نادٍ بسبب سلوك أحدهم في المدرجات، وحده الشخص المسيء يجب أن يأخذ جزاءه ويعاقب من قبل الشرطة.

نحن لا ندافع عن أي إساءة أو أن نبرر أي فعل مشين، فالأخلاق هي المعيار الأسمى في الرياضة، ولكن أنا أتحدث هنا عن مواقف تحدث وباستمرار، ومن الظلم لوم الأندية بلا دليل، فدعونا نفترض أن هذا الفرد المسيء من الجمهور ليست له صلة بالنادي وحضر فقط للإضرار بالنادي، برفع لافتة أو رمي اللاعبين داخل الملعب أو الإساءة اللفظية، فكيف يمكننا محاسبة النادي على هكذا موقف؟

على لجنة الانضباط النظر في كل الحالات وليس فقط النظر إلى بعض العناصر من الجماهير المسيئة لأي نادٍ، فنحن نسمع يومياً العبارات التي تشكك في الحكام من المحللين الرياضيين ومن بعض المسؤولين في الأندية، تشبه إلى حد ما اللافتات المرفوعة في الملاعب، فلماذا لا تنظر اللجنة إلى هذه التصريحات الرسمية؟

إن ردع جميع التصرفات المسيئة في الملاعب، هو من واجب الشرطة، وعلى الشرطة إن وجدت علاقة لأي نادٍ بأي إساءة حدثت في الملاعب ضد الغير أن ترفع القضية للاتحاد، متمثلاً في لجنة الانضباط، لاتخاذ العقوبات المناسبة ضد النادي المسيء، ولكن لجنة الانضباط بمفردها لا تستطيع التحقق من الأمر، فاتركوا الشرطة تأخذ دورها، ومن ثم لكم الحق من بعد تحقيق الشرطة في اتخاذ القرارات المناسبة ضد أي نادٍ، بدل إصدار العقوبات بلا سند أو دليل واضح.

Email