«دموعكم غالية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحزنتني الدموع الإماراتية أولاً والعيناوية ثانياً، على ضياع الحلم للمرة الثانية، فلقد كانت البطولة في متناول اليد، خلال مباراة الذهاب والإياب، ولكننا لم نحسن التعامل مع أحداث المباراتين، وخسرنا وخرجنا.

يجب أن نجلس مع أنفسنا ومع اللاعبين والمدرب، لنبحث عن أسباب الإخفاق، فالزعيم عودنا على العودة بعد كل كبوة أسرع وأقوى، بالتأكيد كان الطفل العيناوي، وهو يذرف الدموع، بعد انتهاء المباراة أصدق المشاعر، التي تجعلنا نسعى للعودة أقوى في المواسم المقبلة، لنحرز هذه البطولة من جديد.

خلال سنتين أضاعت أنديتنا بطولتين آسيويتين، ولا أجد تفسيراً لهذا الإخفاق والإحباط المستمرين، هل هي طريقة اللعب أم هي اللياقة أم عدم القدرة على تسجيل الضربات الثابتة أم هو الحسد والعين والحظ اللعين، تساؤلات تتبادر للأذهان بعد الإخفاق العيناوي في تحقيق الفوز.

رغم السيطرة وإضاعة العديد من الفرص المهدرة، بينما يسجل الكوريون من أول هجمة، ونعود للمباراة ونسجل التعادل، ونحس أن النصر قريب وعادل، وتأتي ضربة الجزاء، وينبري لها دوغلاس البعيد عن مستواه، ويسدد بعيداً عن مبتغاه، لتبدأ بعدها المأساة.

ويشعل الكوريون حرباً صغيرة مع زلاتكو، ويخرجونه من المباراة للمدرجات، وتبدأ التساؤلات هل احتفلنا قبل أن نلعب مباراة العودة، وقللنا من قيمة شونبوك، وهل لعب الإعلام دوراً سلبياً في تخدير اللاعبين بالإصرار على سهولة عبور الفريق الكوري، والتحضير مبكراً للاحتفالات.

بينما واجهنا الكوريين ببرود الأعصاب وتحصنوا في ملعبهم، بعد ضياع ضربة الجزاء، وصدُّوا كل المحاولات، في النهاية نقول للزعيم ولاعبي الزعيم «ما قصرتوا» و«هارد لكم»، فلقد قطعتم الطريق، وتجاوزتم الكثير من العقبات، ولكنه الحظ وعدم قدرة أجانب الفريق على تغيير الأحداث، وفشل زلاتكو في إجراء تغييرات حاسمة تقرب العين من أغلى البطولات.

قرارات لجنة دوري المحترفين الثورية بعد اجتماعها الماراثوني، أسعدت قلبي ونورت عيوني، فللمرة الأولى ناقشت ما يدور في الشارع من أفكار، ووضعت يدها على الجرح بكل مهارة واقتدار، فما هو المانع من إلغاء بطاقة صفراء أو حمراء بعد أن اكتشفنا أنها لم تكن في مكانها الصحيح، بعد الإعادة والتكرار، خصوصاً بعد أن كثرت الأخطاء.

واصطدم الجميع بكثرة البطاقات، التي أضاعت جهد لاعبين، خسرنا عليهم ملايين الدولارات، وأتينا بهم لإمتاع الجماهير فوجدناهم في بعض الأحيان خارج الملاعب، بسبب قرار تحكيمي لم يكن صائباً، نعم اِلغوا البطاقات بكل ألوانها إذا كانت خاطئة، وفي كل الأوقات ولن يلومكم أحد، فهذه ليست صرعة اخترعتموها، ولكنها قصة تتكرر في الكثير من الدوريات.

أما بخصوص الوقت الفعلي لبعض المباريات بسبب كثرة صافرة الحكم، ومناظر التمثيل، التي يقوم بها بعض اللاعبين خصوصاً في الأوقات التي يتقدم فيها فريقهم بالذات، فلقد أصبحت ظاهرة تهدد كرة القدم، والاستمتاع بها من غير منغصات.

فالوقت الفعلي لبعض المباريات دق ناقوس الخطر على جميع الجبهات، ويجب أن نثقف لاعبينا أن الدوريات الممتعة لا يوجد فيها أوقات ضائعة تصل إلى أكثر من نصف زمن المباراة في أغلب الأوقات.

ها هو ريال مدريد يصل إلى المباراة الـ31 دون هزيمة، تحت قيادة زين الدين زيدان، فرغم هذا الكم من الغيابات والإصابات لم يخسر الفريق منذ شهر أبريل الماضي، بعد أن تمكن المدرب من خلق روح جديدة في الفريق الملكي خصوصاً بعد الفوز على الغريم أتلتيكو مدريد بالثلاثة في فسنتي كالديرون، بعد أربع سنوات من الصيام.

Email