الكورنر الرياضي

ظاهرة عقود «الباطن»

ت + ت - الحجم الطبيعي

العيب ليس في نظام الاحتراف الذي طبقناه بكل قناعة أو اللاعبين الذين تحولوا فجأة من هواة إلى محترفين، وإنما العيب في اتحاد الكرة المكبل بإجراءاته البطيئة والتي تشبه حركة السلحفاة، وأيضاً العيب في إدارات الأندية والتي تفكر بأنانية صرفة، ضاربة بعرض الحائط كل الضرر الاجتماعي من وراء العقود من الباطن للاعبين المحترفين المواطنين الذين هم جزء من المجتمع مع أسرهم والتي تتشابه تماماً مع الجريمة المركبة في حق المجتمع!

لن نجامل أنفسنا فالعيب فينا جميعاً، فاللاعبون المدللون الذين يتقاضون الملايين من تحت الطاولة هم الضحية وما القضايا التي يذهب ضحيتها سنوياً العديد من أبنائنا اللاعبين المحترفين إلا البداية وما خفي كان أعظم!

علينا جميعاً أن نتحرك ونقول كفاية ونضبط نظام الاحتراف قبل أن نندم على هذا القبر الذي حفرناه بأيدينا، والمسألة مسألة وقت قبل فوات الأوان وقبل أن نتخذ قرارات نندم عليها لاحقاً، فما زالت الظاهرة قابلة للعلاج وفي أيدينا وعلى اتحاد الكرة الحزم لبتر ظاهرة العقود من الباطن فهل يوجد عاقل يسمع؟

العقود من الباطن التي نعرفها جميعاً بدءاً من وسائل الإعلام التي تنشر أرقام العقود ومن إدارات الأندية التي تعطى بيد عقد رسمي وهمي للاتحاد متوافق مع سقف الاتحاد، وبيد ثانية عقد آخر من الباطن للاعب وهو عقد غير ذلك الرسمي الذي أودع في الاتحاد، وإنما هذا هو العقد الحقيقي التي تدفع فيه الأندية الملايين للاعبين المحترفين!

وانتهاءً باتحاد الكرة نفسه الذي يعلم بالعقود من الباطن ولا يحرك ساكناً وكأنه يقول افعلوا ما يحلو لكم ولكن لا تزعجوني!

نعم هي مسؤولية جماعية وعلى الاتحاد المبادرة وضبط الأمور قبل أن يضيع دورينا وتضيع معه أموال من تحت الطاولة بسبب العقود من الباطن التي تجاوزت الأسقف والخطوط الحمراء!
أوجه كلامي إلى اتحادنا وأقول أرجوكم تصرفوا اليوم قبل أن نندم جميعنا غداً، فالوضع وصل مداه والأندية تجاوزت الخطوط الحمراء، بل إن بعضهم أصبح يتجرأ ويجاهر بصفقاته من تحت الطاولة في الوسائل الإعلامية بكل وقاحة ولا كأن الاتحاد موجود ويسمع!

نحن أمام أزمة حقيقية في ظاهرة العقود من الباطن، فالظاهر هو التزام إدارات الأندية بشروط الاتحاد وسقفه المحدد ولكن في الواقع ما يحصل تحت الطاولة يختلف تماماً، إلى متى السكوت عن ذلك يا اتحاد؟ وإلى متى سيظل الاتحاد حبيس إجراءاته العقيمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟

تحركوا اليوم والكل خلفكم لإنقاذ دورينا ولإنقاذ نظام الاحتراف ولإنقاذ لاعبينا أيضاً.

العتب كل العتب على إدارات الأندية ولكن على الاتحاد المسؤولية الأكبر والعتب الأصلي في لجم جماح إدارات الأندية التي استنزفت كل الأموال، واقترضت من البنوك وخرّبت اللاعبين ولا هم لديها إلا تثبيت وجود أشخاص على كرسي الإدارة! ولكن إلى متى؟ علينا اليوم أن نستشعر الأزمة التي وضعنا فيها أنفسنا، وعلينا اليوم أن نتحلى بالشجاعة ونعترف بالخطأ ونعزم على الحزم باقتلاع الظاهرة من جذورها قبل أن تستفحل وتدمر شبابنا!

Email