الكورنر الرياضي

التشجيع الإيجابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل واحد فينا يحب ويناصر ويشجع فريقاً رياضياً ما، ومنا المشجع المعتدل العقلاني ومنا المتعصب المتهور ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا قدم هذا المناصر للفريق الذي يذوب فيه حباً؟!

رابطة مشجعي برشلونة لها مقر رسمي وتدعم فريقها بكل السبل ومنها على سبيل المثال لا الحصر الشراء من متجر النادي لكي تسانده مادياً وأحياناً يصل الى تبرعات مادية مباشرة من أعضاء الرابطة الميسورين، علماً ان 26% من الشعب الإسباني يشجع برشلونة! بالمقارنة محلياً ماذا قدم المشجع هنا غير الانتقاد السلبي المتواصل وتكسير المجاديف ولو حتى على أبسط الزلات؟!!!

ذهبت مرة الى متجر نادي الوصل الذي أحبه لشراء قمصان الفريق وسألت البائع هل مبيعات المتجر مرتفعة بحكم أن جمهور الوصل كبير؟ قال: لا أغلب زبائننا من الأجانب وخاصة الجالية الأرجنتينية، هنا تفاجأت وقلت يا للعار فالجمهور الوصلاوي دائماً يتغنى أنه الجمهور الأكبر فما الفائدة من عددهم إذا لم يقوموا بدعم فريقهم وأبسطها الشراء من متجر النادي؟!

جمهورنا تعود أن يأخذ ولا يعطي، المشجع ينتقد النادي في عدم توفير مواصلات تأخذه من بيته إلى الملعب لكي يشجع فريقه وينتقد النادي إذا لم يوفر له بطاقة دخول مجانية وينتقد النادي في عدم توفير طعام مجاني أو مواد التشجيع... ماذا بقي لك أن تفعله من تلقاء نفسك يا أيها المشجع السلبي؟!!

المثال الذي قدمته عن رابطة مشجعي برشلونة هو نموذج إيجابي لا بد من أن نحتذي به، وعلى فكرة معظم روابط الفرق الأوروبية تشبه رابطة مشجعي برشلونة، والمثال السلبي الذي قدمته عن مشجعي الوصل هو واقع وإنما لا يقتصر على الوصل وحده بل على معظم مناصري ومشجعي فرقنا، وإنما اخترت الوصل بسبب الحجم الكبير لمناصريه، لو افترضنا.

وعلى أقل تقدير أن مناصري الوصل يبلغون مائة ألف، لو حضر منهم عشرة بالمائة يعني عشرة آلاف شخص واشتروا من متجر النادي بقيمة مائة درهم فقط لدخل على خزينة النادي مليون درهم، وتصوروا لو المائة ألف اشتروا سيكون في جعبة النادي من المتجر وحده عشرة ملايين درهم، هل تتخيلون كيف يمكن للمشجع الإيجابي أن يفيد ناديه أكثر من الانتقاد والسخط المستمر على إدارة النادي؟!!!

رسالة إلى مناصري فرقنا المحلية أن بادروا إلى دعم فرقكم إيجابياً بالشراء من متجر النادي وعدم انتظار هدايا مجانية من النادي، وأن بادروا في شراء بطاقات الدخول السنوية على كل الفئات إن كانت المدرجات العادية أو حتى المنصة الرئيسية ولا تنتظروا الهدايا المجانية، وهذا أبسط عمل تقومون به لدعم فرقكم ومناصرتها.

نحن نعيش عصر الاحتراف، والاحتراف يحتاج ضخ أموال باستمرار والدعم الذي يحصل عليه كل ناد لن يغطي الحاجة إلى التفوق إلا بدعم ثانوي منكم، وحان الوقت أن نصبح مساهمين في دعم فرقنا ليس بالصوت والصريخ وحده وإنما بالمال.

سمعت بمبادرات إيجابية ممتازة من بعض رجال الأعمال المناصرين لبعض الأندية مثل شراء باصات أو التكفل بالمعسكرات الخارجية، والأمثلة كثيرة، نحن بحاجة لمثل هؤلاء الإيجابيين ولندفن عصر المشجع السلبي!!!

Email