الكورنر الرياضي

الأندية الثقافية الرياضية..!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترفع معظم أنديتنا اسم ثقافية ورياضية في شعاراتها، في الواقع، تأسست هذه الأندية، وكانت بالفعل تقوم بالدور الرياضي والثقافي معاً، ولكن للأسف، اختفى هذا الدور الثقافي من الأندية اليوم تماماً، وطغت الرياضة، بل إذا أحببنا أن نكون أكثر دقة، فقد أصبحت كرة القدم تحتل النشاط الرئيس، وجل اهتمام إدارات أنديتنا دون استثناء، ولن تستمر معها أيضاً الرياضات الجماعية في الأندية طويلاً، فالإهمال قد بدأ يدب على هذه الرياضات الجماعية، ولن ننتظر طويلاً، حتى نرى معظم أنديتنا وقد أصبحت ذات لعبة واحدة، وهي كرة القدم، فقد اختفت الأنشطة الثقافية، وسنشهد قريباً اختفاء الألعاب الجماعية، وحينها يمكن أن تعدل الأندية شعاراتها باسم أندية «كروية» فقط!

دعونا نسأل أنفسنا، ما أهمية الدور الثقافي في الأندية؟

الدور الثقافي مهم، وتكمن الأهمية أن هذه الأندية يتردد عليها الكثير من أبنائنا، ويقضون وقتاً طويلاً، وعلى عاتق الأندية أن تغذي عقولهم قبل أن تغذي عضلاتهم، لكي نحظى بجيل واعٍ ومثقف، علاوة على الصحة والرياضة، وقد قال الفيلسوف والمفكر اليوناني أفلاطون قديماً «العقل السليم في الجسم السليم»، وهو تماماً ما تحمله الأندية من مسمى (ثقافي ورياضي)، ولكن دعونا نتأمل كيف رفعت معظم الأندية اسم الثقافة قبل اسم الرياضة في شعاراتها، تفاخراً، وللأسف، اليوم نست معظم تلك الأندية الشطر الأول، والمتمثل في الثقافة، وذهبت تجري خلف بطولة مؤقتة في الرياضة، لكي يستمر أعضاء إدارات تلك الأندية ببطولات ترضي جمهورهم.

المعرفة والثقافة، أهم بكثير من الرياضة، وعلى الأندية أن تهتم بالجانب الثقافي اليوم قبل الغد، لما له من أهمية على الشباب، وعلى كامل الوطن.

فالثقافة والمعرفة، كما جاءت في فلسفة أفلاطون في المثالية «بأنها السعي الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشاملة، التي تستخدم العقل وسيلة لها، وتجعل الوصول إلى الحقيقة أسمى غاياتها»، نحن هنا لا نتفلسف، بقدر المحاولة المستميتة من أجل استرداد شعارات الأندية المفقود، عندما قدمت الثقافة قبل الرياضة، وتجاهلت الثقافة، بفعل إهمال إدارات متعاقبة، قدمت مصلحتها الضيقة على مصلحة الوطن الواسعة.

جيل واعٍ، متعلم، مثقف، رياضي وصحي، هو الهدف الأسمى، وهو السبب الرئيس لتأسيس تلك الأندية، فاللاعب يقضي سنوات في الأندية، ثم يعتزل الرياضة، ولكن تبقى الثقافة والمعرفة كنزاً لا يمكنه أن يفقده، ولا يستطيع أن يعتزله.

أقدم من هذا المنبر، دعوة صادقة لجميع إدارات أنديتنا، أن احترموا شعار النادي، الذي رفع بأنه «ثقافي رياضي»، واهتموا بالثقافة، وخصصوا لها مسؤولاً يضع البرامج والأنشطة الثقافية لأبنائنا، فهؤلاء أمانة في أعناقكم، واعلموا أن تخريج لاعب يحقق بطولة وهو واعٍ ومثقف، سيكون قادراً أن يخدم المجتمع والوطن إيجابياً، ويحافظ عليه ويصونه أيضاً، وهو أفضل من تخريج لاعب يحقق بطولة، ويدمر المجتمع بجهله وتهوره!، وحتماً، سيكون عالة على المجتمع! فهذه مسؤولية أنديتنا الثقافية الرياضية، وليست بطبيعة الحال مسؤولية الأندية الكروية!

Email