الكورنر الرياضي

الإدارة أو المادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى لمعظم شعوب العالم، وأصبح النقاش في الكرة أحد الموضوعات الدسمة والمهمة في جميع المنصات والوسائل والمجالس وحتى المقاهي.

يوماً ما، وأنا في أحد مقاهي دبي مول، وبالقرب من الطاولة التي أجلس عليها، استمعت إلى جدال بين اثنين يتحاوران في موضوع شيق في الكرة، ألا وهو: ما الأهم: المادة أم الإدارة في نجاح أي فريق كروي؟ الموضوع بصراحة يستحق الاستماع، لذلك دونت بعض ما دار من حوار بينهما.

ذكر أحدهم لإقناع الآخر بأهمية المادة، لإنجاح أي فريق المثل الشعبي المشهور: «إن كان عندك حباصي بحطك على رأسي ويوم ما عندك حباصي لا توجع لي رأسي!».

بمعنى إذا كان عندك فلوس تكلم، وإذا ما عندك فلوس لا توجع لي رأسي! وبمعنى آخر، إذا عندك مادة، ممكن أن تنافس، وإذا لم تتوفر المادة، لا تضيع وقتك وجهدك والجمهور الذي خلفك وتوجع لهم رأسهم!

رد صاحب جارنا معللاً أهمية الإدارة قبل المادة بالقول: «إذا توفرت المادة، ربما ننجح بهذه المادة الوفيرة لفترة محددة، ولكن بدون إدارة حكيمة تدير هذه المادة، لن يطول النجاح، وقد شاهدنا فرقاً تنجح بالمادة موسماً أو موسمين، وتسقط بعدها بسبب سوء الإدارة.

ورد عليه صديقه مباشرة وبدون تفكير وقال: شاهدنا فرقاً فقيرة تنجح موسماً وموسمين بسبب حسن الإدارة، ولكن بدون الإمكانات ووفرة المادة تسقط بعد حين!

وأردف أيضاً، وقال: فريق ما في دورينا توفرت لديه المادة والإدارة المحترفة بعد إعادة هيكلته تحت إشراف مكتب عالمي، ونجح لعدة مواسم، وبعد أن تغيرت الإدارة، وبالرغم من استمرار الدعم المادي، فشل هذا الفريق فشلاً ذريعاً، وكاد أن يهبط إلى دوري «المظاليم»! لذلك أقول: إن الإدارة أهم من المادة!

فرد عليه صاحبه وقال: بالعكس، المادة أهم وأفضل، مثال على ذلك هو ذلك الفريق في دورينا يملك أفضل إدارة عملية وذكية، ولكن بدون مادة، قد نافس لعدة مواسم، ولكن بدون أي إنجاز يذكر، ومن ثم اختفى والسبب لا توجد مادة تمكنه من الاستمرار في النجاح!.

الزبدة من الحوار الذي استمعت إليه وقمت بتلخيصه هو: يجب ضمان توفر المادة وتدفقها باستمرار بالاستثمار الأمثل النموذجي أو أي مصادر دخل أخرى، ونحسن كذلك اختيار الإدارة المحترفة لنجاح أي نشاط رياضي في هذا العصر.

يتشكل أي نجاح في كرة القدم على عنصرين، المادة المتوفرة باستمرار والإدارة المحترفة، ومتى ما اجتمع هذان العنصران كانت النتيجة النجاح والفوز والانتصار، ولا يمكن أن يقف أي فريق على رجل واحدة كالمادة وحدها أو الإدارة المحترفة وحدها، فحتماً سيكون مصير أي عنصر أعرج وحده التعب والسقوط المتكرر.

Email