الكورنر الرياضي

كيف نحميهم من أنفسهم؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بداية أثني على القرار الحكيم من القيادة الرشيدة، التي أقرت برنامج الخدمة الوطنية لشبابنا وحمتهم من أنفسهم، وأكرر وأقول شكرًا لهذا القرار الشجاع والقرار، الذي جاء في وقته لفرملة ظواهر الرفاهية السلبية، التي كادت أن تقضي على بعض من شبابنا في دولة الرفاهية.

نحن في أمس الحاجة لأي طريقة أو لأي برنامج أو فكرة لحماية شبابنا من أنفسهم، بسبب مظاهر الرفاهية السلبية كالفراغ وتزويد السيارات والتفحيط والسرعة الزائدة، ومن آفات كالحبوب والمخدرات والمدواخ وأيضاً سلوكيات شاذة كالميوعة واللامبالاة والاتكالية والتبذير والتفاخر بالمظاهر..الخ التي أخذت بعضاً من شبابنا.

نحن نحتاج ثورة على قيم الرفاهية السلبية المهلكة والمميتة التي تقضي على شبابنا، كما فعلت النرويج والدول الإسكندنافية. أخبار موت شبابنا على الطرقات بمغامرات التفحيط والسرعة تؤلمنا وتؤرقنا، ونحتاج لها حلولاً أو قوانين رادعه تلجم هذه الظاهرة الخطيرة على شبابنا؟.

أدعو ومن هذا المنبر أن تشكّل لجنة من أعضاء المجلس الوطني، لمناقشة ظاهرة السرعة والتفحيط المميت لشبابنا، فهؤلاء الشباب هم مستقبلنا ومستقبل هذا الوطن وبهم نستمر في النمو والتطور والعطاء وبدمارهم وضياعهم وموتهم نضعف ونضمحل، وعلينا أن ندرك أن مشكلتهم مشكلتنا ومستقبلهم بأيدينا، وحمايتهم من أنفسهم على عاتق المجتمع بأكمله، وبالتالي أدعو وأرجو من أعضاء المجلس الوطني الكرام الإسراع في مناقشة هذه الظاهرة، وإيجاد الحلول السريعة لهذه الظواهر المميتة التي ظهرت على السطح مؤخراً.

أعود لأذكر في سياسة النرويج للقضاء على مظاهر الرفاهية السلبية والاتكالية واللامبالاة، في دولة الرفاهية التي تنعم بها جميع الدول الإسكندنافية: نصف الدخل القومي للنرويج يأتي من النفط، والنصف الآخر يأتي من الضرائب العالية.

أسست النرويج واحداً من انجح واهم الصناديق السيادية، والذي تضخ فيه عوائد النفط وربطت النرويج مواطنيها بهذا الصندوق ولكل مواطن سهم في هذا الصندوق.

كل شاب نرويجي وبعد أن ينهي دراسته، عليه أن يتقدم للعمل من خلال هيئة التوظيف الوطني، والدولة مسؤولة عن إعانته حتى توظيفه الوظيفة المناسبة، وعندما يتوظف يستطيع أن يحصل على رقم الضمان الاجتماعي ويتمتع بالعلاج المجاني والتعليم المجاني لأبنائه، ومن ثم سيحصل على نظام تقاعدي مغر يضمن له مستقبله، وإذا لم يسع للعمل لن يتمتع بكل تلك الميزات من علاج وتعليم وتقاعد، لذى اصبح لزاما على المواطن النرويجي الجد والعمل ودفع ضرائب مضاعفة أثناء عمله.

وبهذا تم ربط الرفاهية بالعمل والإنتاج، وبذلك تخلصوا من مظاهر الرفاهية السلبية التي يعاني منها بعض من شبابنا، فهذه الرفاهية السلبية هي المهلكة وهي المميتة ومن مظاهرها التفحيط والسرعة والموت على الطرقات، نسأل الله أن يهدي شبابنا إلى الطريق المستقيم ويدركوا أنهم أغلى ما يملكه الوطن، وحمايتهم من أنفسهم هو واجب، وعلى الجميع التعاون من اجل هذا الشاب من حكومة ومجلس وطني وأسرة ومدرسة، فجميعنا مسؤولون أمام الله والوطن عن هذا الشاب الذي أغرته حياة الرفاهية السلبية وعلينا جميعاً تصويبه.

Email