الكورنر الرياضي

المستقبل للنصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنا لا أبالغ حينما أقول إن المستقبل لنادي النصر، ولعدة أسباب منطقية، ليس فقط في التفوق الإداري أو الرياضي أو الاستثماري وتعدد الأنشطة الرياضية، وإنما في معظم المعايير المطلوبة، ليصبح مؤسسة رياضية تعتمد على ذاتها ومواردها، وتسهم بشكل إيجابي في خدمة المجتمع، بما يتطابق بشكل كبير مع رؤية دبي للمستقبل واستراتيجيتها الرياضية.

كلنا قرأنا استراتيجية مجلس دبي الرياضي، التي نشرت، وكان من أهم محاورها، هو رفع الدعم عن الأندية الرياضية في سنة 2021، لكي تتمكن من التحول تدريجياً إلى مؤسسات قادرة على الاعتماد على الذات، من خلال أذرعها الاستثمارية، ومن هذه النقطة، أرى أن نادي النصر هو النادي الأقرب لتحقيق هذا الهدف، والذي قد أسست له، ومنذ فترة طويلة، استثمارات يمكن أن تساعده على الاعتماد الذاتي من الموارد التي يملكها، ويستطيع أن يعبر بوابة المستقبل وبوابة استراتيجية دبي الرياضية بنجاح، وبالتالي، النصر مؤهل للمستقبل بشكل جيد جداً، عكس بعض الأندية التي ستعاني في التحول من الدعم الحكومي الخالص، إلى الاعتماد على الموارد الذاتية بالكامل، وهو تحدٍ كبير، وعلى إدارات الأندية العمل من اليوم بجدية لتحقيق هذا الهدف، وعليهم أيضاً التفكير بعقلية الشركات الخاصة، وعليهم من الآن، التعاقد مع مكاتب الاستشارات المالية وإدارة الثروات، حتى يمكنهم توظيف مواردهم ومضاعفتها، واللحاق بقطار الاعتماد على الموارد الذاتية.

حددت استراتيجية دبي الرياضية، 13 مرتكزاً لتطوير الرياضة، ضمن الخطة الخمسية، وأرى من وجهة نظري، كمتابع رياضي، أن نادي النصر أكثر الأندية جاهزية، وذلك لو وضعنا جدولاً بالمرتكزات الثلاثة عشر، التي تضمنتها استراتيجية دبي الرياضية، ومنحنا كل نادٍ، النسبة التي حققها فعلاً، أو أنه يمكن أن يحققها بسهولة أو بأقل جهد في المستقبل، مقابل كل مرتكز من هذه المرتكزات، عندها، سنتعرف إلى النادي الأكثر قرباً في التماشي مع استراتيجية دبي الرياضية، أو أنه على أتم جاهزية لعبور بوابة المستقبل، كما رسمتها استراتيجية دبي الرياضية.

بناء مجتمع رياضي متميز، هو العنوان البارز لاستراتيجية دبي الرياضية، التي تتواءم مع الاستراتيجية الشاملة لحكومة دبي، ومن هذا المنطلق، على إدارات الأندية أن تشمر عن سواعدها، وتعمل على تحقيق هذا العنوان البارز، وإذ لم تستطيع بعض إدارات هذه الأندية، استيعاب متطلبات استراتيجية دبي الشاملة، ومتطلبات عصر الحكومة الذكية، فالأفضل لها أن تتنحى جانباً، وتختار من هو كفؤ لتحمل متطلبات المستقبل.

إدارة نادٍ رياضي، ليست كرة قدم فقط، أو نجاح في التعاقد مع لاعب مواطن أو أجنبي متميز، أو مدرب، ولكن هي نظرة أوسع وأشمل، أساسها إدارة محترفة، قادرة على إدارة موارد النادي بشكل ناجح، وقادرة على مضاعفة موارده والاعتماد على الذات وخدمة المجتمع وإسعاده، من خلال برامج وأنشطة رياضية وثقافية متميزة، وأيضاً تحقيق نتائج إيجابية ترضي جمهوره، وفوق كل ذلك، المواءمة مع استراتيجية دبي الرياضية، ورؤية دبي في المستقبل.

هذا المقال، هو بمثابة مساهمة مني مع الحملة التي أطلقها مجلس دبي الرياضي على هشتاغ بعنوان: #دبي_نبض_الرياضة، وذلك لحث الجمهور على المشاركة مع استراتيجية دبي الرياضية.

Email