«مجلس الرياضة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام جميلة تعيشها الساحة الرياضية وحراك إيجابي على مختلف الأصعدة سواء من خلال تنظيم الأحداث الرياضية ومرورا بالسعي الجاد من قبل مختلف المؤسسات الرياضية في الدولة نحو تعزيز الفكر الاستراتيجي في تلك الجهات وانتهاء بمشاريع تطوير الأداء المؤسسي في الجانبين الفني والإداري عبر تعزيز العمل المؤسسي المستدام.

ولو راجعنا بعض وليس كل الأحداث الرياضية خلال الأيام القليلة الماضية لوجدنا النجاح المتميز في تنظيم نهائيات الأولمبياد المدرسي ذلك المشروع الهام والذي يجب أن يكون أساسا نحو اكتشاف المواهب من خلال إشراف اللجنة الأولمبية الوطنية وبمشاركة بعض الاتحادات الرياضية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

وبالتزامن مع ذلك الحدث نجد أن الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة تبدأ مشروع تطوير الأداء المؤسسي القائم على الفكر الاستراتيجي وتطوير كافة عملياتها المؤسسية في خطوة تعتبر نقلة في الأداء المؤسسي الرياضي.

حيث عاشت كافة مؤسساتنا الرياضية زمنا طويلا تركز على المشاركات الخارجية والداخلية على أمل تحقيق الإنجازات الرياضية بدون تخطيط علمي سليم، لذا جاء اليوم الذي نجد فيه الهيئة العامة تأخذ زمام المبادرة نحو نشر الفكر الاستراتيجي في كافة الجهات الرياضية التابعة لها، وسيتم خلال الأشهر القليلة القادمة اطلاق استراتيجية الهيئة 2017 – 2021 بإشراف مباشر من مكتب رئاسة مجلس الوزراء.

وقام مجلس دبي الرياضي بتنظيم مختبر الابتكار الرياضي والذي يعد خطوة متميزة تحسب لهم ومسارا جديدا في تنظيم العمل الرياضي، حيث خرج المختبر بالعديد من المبادرات الرائعة التي تصب في عدة مجالات منها المجتمع والبنية التحتية والرياضة النسائية والحوكمة والاحتراف وغيرها وربط كل ذلك برؤية الامارات 2021.

كما تميز مجلس أبوظبي الرياضي في تنظيم العديد من المبادرات والمؤتمرات والملتقيات التي تصب في تطوير الجانب الرياضي والتشريعي والمجتمعي وبمشاركة متميزة داخليا وخارجيا، أما مجلس الشارقة الرياضي فأعلن عن الخطوط العريضة لمشروعه التطويري لتنظيم العمل الرياضي في الإمارة الباسمة.

ما أريد الوصول إليه هو أن هذه المؤسسات الرياضية جميعها تسعى إلى تطوير الرياضة ونشر الثقافة الرياضية في المجتمع وتحقيق الإنجازات الرياضية والإدارية، وفي ظل العلاقة المتميزة بين كل تلك المؤسسات يطرح تساؤل حول مدى قوة تلك العلاقة وهل نحن بحاجة لتطويرها؟

أقولها بكل وضوح نعم، مع أهمية أن يكون هناك مجلس أعلى للرياضة يشمل كل تلك المؤسسات لتحقيق أهداف الدولة في الجانب الرياضي للوصول إلى رؤية الإمارات 2021، مع ضرورة أن يدار هذا المجلس باستراتيجية عليا تجمع كل مبادرات ومشاريع وبرامج تلك المؤسسات بطريقة تمنع الازدواجية وتتيح تبادل الكفاءات والخبرات، حيث يتم تغليفها بأهداف استراتيجية موحدة تسعى كل تلك المؤسسات لتحقيقها.. قد تكون أمنية، ولكن لنفكر فيها من باب البيت متوحد، حينها سنحقق المستحيل.

فكروا قليلا ولن تخسروا شيئا.

همسة:«سارع باكتشاف قدراتك ومواهبك، ودع عنك نظرة التحسّر على إبداعات الآخرين».

Email