الكورنر الرياضي

التشجيع الرياضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحديث عن رابطة المشجعين في كل ناد رياضي، أو حتى رابطة مشجعي المنتخب الوطني يحتاج منا إلى بعض الوقفات، فقد غفل كثير عن هذا الجانب المهم في الرياضة وحان الوقت لفتح هذا الملف ليُعطى حقه من الاهتمام والتنظيم. عندما نتحدث عن موضوع ونفتح بعض الملفات المهمة في الرياضة، فالقصد منه تطوير هذا الحقل والتخلص من السلبيات والارتقاء به ومقارنته مع أفضل الممارسات العالمية أينما وجدت، وتقليدها لمرحلة ومن ثم التفوق عليها.

رابطة المشجعين في الغرب تختلف اختلافاً جوهرياً من حيث الشكل والمضمون عن رابطة المشجعين في منطقتنا، رابطة المشجعين في الغرب رابطة مستقلة تدعم النادي في كافة الجوانب، عكس ما هو دارج عندنا بأن يستأجر النادي البعض ليقوم بإزعاج الآخرين بالصراخ أثناء المباريات!.

رابطة المشجعين في بلاد الغرب كما أوردنا هي رابطة مستقلة، ولها مقر دائم ولها مجلس إدارة وبرنامج وأنشطة، وتتلقى الدعم المالي من الأعضاء المشجعين، وأحياناً تتلقى دعماً من النادي الذي تعشقه ولكن ليس دائماً، فأحياناً عندما يتعثر النادي مادياً تقوم الرابطة بدعم النادي مادياً من تبرعات الأعضاء.

عندنا الأمر مختلف فالرابطة يشكلها النادي من بعض المشجعين، وتتلقى الرابطة أوامرها مباشرة من النادي، ويحصل أعضاء الرابطة على بعض الإكراميات من تأمين الطعام والمواصلات أثناء المباريات، وفئة منهم تحصل على مبالغ رمزية لقاء خدماتهم في تشجيع النادي وقرع الطبول!.

رابطة المشجعين عندنا لا تنسيق بين أعضائها، وبالأحرى هي تأخذ التوجيهات والأوامر من النادي مباشرة ولا يوجد لديهم لا برنامج ولا أنشطة، وإنما مهمتهم التشجيع والصراخ أثناء المباريات، ولربما الأكثر إزعاجاً في أدائهم هو عندما يكون التشجيع عبر مكبرات الصوت، هنا يصبح الحضور لمشاهدة المباريات نوعاً من أنواع التعذيب النفسي!!! متى سيمنع الاتحاد مكبرات الصوت في المدرجات؟ فهي بصراحة مزعجة جداً جداً!.

رابطة المشجعين عندنا عجيبة، فبعض الأحيان نشاهد الرابطة تشجع الفريق طوال المباراة، بالصراخ والطبول ومكبرات الصوت، وبعد انتهاء المباراة تسمعهم يسألون عن نتيجة المباراة!!! والسبب أنهم غير مركزين على مجريات المباراة، وإنما تركيزهم منصب على وظيفتهم في قرع الطبول والصراخ! وفي بعض الأحيان لا نستطيع التمييز، فهل هي رابطة مشجعين أو فرقة معلايه!.

ننتقد الصراخ والأصوات النشاز والطبول ومكبرات الصوت والسب والقذف من قبل المشجعين، ولكن لا ننتقد التشجيع الحضاري والتشجيع بأسلوب عصري وأسلوب جماعي، وبالتالي علينا التعلم من روابط مشجعي بعض الأندية العالمية، أو ابتكار أساليب جماعية جديدة وأساليب حماسية ممتعة.

وهذا العمل لا يأتي من فراغ، وإنما عبر تشكيل رابطة مشجعين مستقلة لها مقر ومجلس إدارة واجتماع تنسيقي، ودعم منهجي مستمر ومتواصل للنادي، ومن هذا المنبر أدعو الجمهور الرياضي ومشجعي الفرق، المبادرة بتشكيل روابط مشجعين مستقلة، وعلى الاتحاد تنظيم هذه العملية ومنح تراخيص لروابط المشجعين المستقلة، وعلى الأندية دعم روابط المشجعين المستقلة وعدم محاربتها، حتى نرتقي جميعاً بالجانب التشجيعي ونشاهد أساليب جماعية حماسية مبتكرة في المستقبل، يمكن لها أن تجر الجمهور إلى المدرجات بدون تشفير!.

إذا شاهدنا في المستقبل مشجعين كمشجعي »البرسا«، اأو مشجعي »ريال مدريد«، ساعتها سندفع أي مبلغ للحضور إلى المدرجات ومشاهدة مباراة جميلة وجمهور أجمل، وتشجيع جماعي وحماسي يجعلنا لا نندم على الذهاب إلى المدرجات، حينذاك نستطيع التمييز بين رابطة المشجعين وفرق المعلاية!.

Email