لنتعلم من القمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثلاثة أيام ولا أروع قضيتها متنقلاً بين قاعات الحدث العالمي الذي أذهل العالم أجمع، ألا وهو القمة العالمية للحكومات، بمشاركة أكثر من 130 دولة، وأكثر من 3000 مشارك، و125 متحدثاً في أكثر من 70 جلسة مختلفة، لم نشعر بالتعب، حيث تنقلنا من قاعة لأخرى، لكي نتعلم من الخبرات العالمية التي استضافها الحدث.

بالرغم من طول اليوم الذي يبدأ من الصباح الباكر وينتهي مع غياب خيوط الشمس، حيث تنوعت المواضيع، كالاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية والتنافسية والحوكمة، مروراً بالقيادة الفعالة والابتكار والتعليم والصحة، وغيرها كثير.

ومع كل تلك الجلسات، لم يهدأ قلمي الصغير وهو يسجل الملاحظات، ويدوّن المعلومات بكل فخر، فالحدث تعدى القارات، بردود أفعال إيجابية متميزة، شملت الجميع بمختلف أجناسهم أعراقهم، فأمام كل هذا الإبداع، لا يسع الجميع سوى أن يرفع للقائمين على هذا الحدث القبعة.

لذا، فالدروس كثيرة، وحان وقت الاستفادة من كل تلك العلوم، كل في مجاله، ولأن الرياضة تبقى ضمن أولوياتي، فقد خرجت بنتيجة مفادها أنه بالإمكان ترجمة الكثير من مخرجات القمة العالمية في قطاع الرياضة.

خصوصاً أن الحدث حظي بمشاركة الكثير من القيادات الرياضية، من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، والمجالس الرياضية، ومختلف الاتحادات والجمعيات واللجان الرياضية، بطريقة مفرحة، وتدعو للتفاؤل المشروط في قيام تلك القيادات الرياضية بترجمة مخرجات القمة في القطاع الرياضي، فلا نريد مشاركة لمجرد الحضور، ولا نرغب بوجود لمجرد أخذ صورة صحافية.

ولا نريد لقاء تلفزيونياً يسرد فقط المشاركة في القمة، فنحن اليوم خرجنا من جلباب المشاركة لمجرد المشاركة في الفعاليات والدورات والمؤتمرات، فكل ذلك بلا قيمة، إذا لم توجد ترجمة حقيقية للمكتسبات، وللجميع الحق في طرح التساؤلات.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، أقول، هل حان الوقت لتعزيز مفهوم التنافسية العالمية في الألعاب الرياضية؟، مع أهمية التركيز على تعزيز الاقتصاد الرياضي كصناعة، وتشجيع التسويق وتأهيل الكوادر الإدارية والفنية.

ولي الحق في طرح تساؤل أثير في القمة، والذي يتمحور حول مدى استعدادنا لترجمة مفهوم الحوكمة في المؤسسات الرياضية؟، وهل لدينا الإمكانية نحو استشراف المستقبل؟، وهل نحن مستعدون لخوض هذه التجربة باحترافية؟

وهل لدينا القدرة على ترجمة الكثير من مخرجات القمة؟، لا أريد إجابة بنعم أو لا!! إنما المطلوب هو إيمان حقيقي من القيادات الرياضية، بإمكانية أن تكون هذه القمة العالمية بوابة العبور نحو رياضة عالمية، تضع رياضتنا الإماراتية في القمة، هنا فقط أقول إننا تعلمنا من القمة.

همسة:

شكراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ونحن معك في رحلة الإبداع والتميز.

Email