لماذا حضر الجمهور؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

حضر الأولمبي في قطر وخرج وقد خرج قبل أن يحضر، والأحلام لا تتحقق بدون تحضير ولا جمهور، وانتهت مباريات هذا الأسبوع من دوري الخليج العربي بدون جديد، وتم توزيع النقاط، كما تم تشجيع اللاعبين، ولكن هل تم تحفيز المشجعين، وما هي أعداد الحضور؟ ولماذا؟

وفي مباراة المنتخب الوطني الودية الأخيرة مع المنتخب الآيسلندي تم حصر الحضور من الجمهور بعدد يكاد يتجاوز المئة، وقد يكون أغلبهم من أقرباء وأصدقاء اللاعبين أو ربما كانوا في هوى كرة القدم مهووسين، ولكن المهم أنهم للوطن منتمون، وهذا هو الجمهور المطلوب، حب وولاء في الشدة وفي الرخاء وفي السراء وفي الضراء، شكراً لهم وأقترح أن تتم مكافأتهم كمرافقين دائمين للمنتخب الوطني في حله وترحاله.

وفي مباراتي قبل النهائي من بطولة كأس الخليج العربي بين الوصل والوحدة والشباب والأهلي كان الجمهور خياليا، هكذا يعتبره البعض وهو كذلك على مستوى أرقام مباريات دولة الإمارات، ولكن لماذا هذا الحضور الكثيف؟ هل لأهمية المباريات باعتبارها مباريات فاصلة؟ وهذا وارد، أم لأهمية وقوة الأندية المتنافسة؟ وهذا أيضاً وارد.

ومع أن المباراتين كانتا في نفس المساء، وكانتا في نفس المدينة، ومع ذلك كان الجمهور له حضور في كلتا المباراتين، بل كان التنافس بين الجماهير لا يقل متعة وقوة عن تنافس اللاعبين، ولكن وهو الأهم والهدف المنشود والمغزى المقصود من هذا الطرح، أن الجماهير كانت حاضرة بالرغم من أن المباريات غير مشفرة، المباريات كانت على الهواء منقولة مباشرة، وأعتقد أن هذه هي ضربة قاضية للتشفير، بل هي في لغة كرة القدم ضربة جزاء صحيحة لا غبار عليها وقد تترجمت تلقائياً إلى هدف فاصل في مرمى من عن التشفير يدافع ويقاتل.

ولا شك أن الجماهير حاضرة، ولا يمكن أن تحضر رغم أنفها، ولكنها ستحضر برغبتها وحبها لأنديتها في ظل قوة التنافس، مع استمرار تطوير الخدمات لمن هو في المدرجات حاضر وجالس، ومع ذلك لابد من الصراحة ولابد من الاعتراف بأن الجمهور لدينا يفضل الجلوس في المجلس وفي الاستراحة، وعندما يصل الحضور لدينا إلى دون العشرة آلاف بالرغم من أنه من النوادر، نقول اكتظت المدرجات وحضر الجمهور بكثافة.

وأعتقد أن مثل هذا الحضور يظل خجولاً ويحتاج إلى مبادرات تطويرية وقيادة وشجاعة، لا يهمنا فقط ترتيبنا فنياً أو إدارياً، بل نريد المركز الأول جماهيريا، فالجماهير هي معيار القياس الأساسي والوحيد لمؤشر بوصلة كرة القدم في التوجه الجديد.

وأخيراً وتحضيراً للانتخابات القادمة لمجلس إدارة اتحاد الإمارات لكرة القدم، أتمنى أن يكون لكل مرشح برنامج عمل خاص بالجماهير وأن يتداوله مع الجماهير قبل بدء الانتخابات، هكذا الرؤية وهكذا الثقة وهكذا الشخصية وهكذا الكفاءة المهنية والقيادية.

Email