كل حين

صنع في الصين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطلق على المباراة الأولى مباراة الذهاب، لأن هناك فريقاً يغادر مواقعه للذهاب في المباراة الأولى إلى مواقع خصمه، ومعظم فرق الذهاب تعتبر أن هذه ميزة وفرصة ذهبية، وهي بذلك تلعب على فرصتين، الأولى وفيها المغامرة والغموض وهي خارج ملعبها، والثانية وهي سانحة وواضحة فهي على ملعبها، في مباراة ذهابك هدفك هو الخروج بأقل الخسائر إن لم تتمكن من خطف نقطة أو أكثر أو على الأقل هدف أو أكثر، الهدف واضح وممكن والضغط بلاشك سيكون على المستضيف، ضغط الاستعجال وضغط الوقت وضغط هاجس مباراة العودة، وربما تتحول مباراة الذهاب إلى ذهاب بلا عودة، إما لصالح الضيف أو لصالح المستضيف، وهنا تكمن حلاوة مباريات الذهاب والإياب، تتحكم فيك، فقد تصل بك إلى مشارف البطولة والكأس يلمع والعين تدمع، وقد تعيدك إلى منتصف الملعب وتبدأ من جديد تلعب، وقد تخرج نهائياً خارج الحساب ولو أن لديك في يديك مباراة الإياب، قبل المباراة الأولى الأسرار مغلقة الأبواب، وبعد المباراة الأولى الأسرار مفتوحة الكتاب، في المباراة الأولى دور المدرب مهم، وفي المباراة الثانية دور المدرب أهم، وهذا النوع من المباريات الشغف فيها لا يتوقف، في كل دقيقة بل وفي كل ثانية حتى صافرة النهاية، ليس للمباراة الأولى بل أيضاً للمباراة الثانية.

والصين في الإمارات، بل كل شيء صنع في الصين هو في الإمارات، بل كل ماهو في الإمارات قد يكون صنع في الصين، الصين لوحدها عالم، والعالم كله عالم آخر، والإمارات مع الصين علاقات إقتصادية قوية، وعلاقات أخرى متنوعة وحيوية،وكانت ومازالت الصين قوة وقمة عالمية وكتلة إقتصادية وكثافة سكانية ومناجم بشرية وبطولات رياضية، في السابق كانت الصين علامة الإنتاج الرديء، أما الآن فإن كل ما في الصين ثمين، ليس سعراً ولكن قيمة ً ومردوداً، الآن الصناعة الصينية تعني الكفاءة والفاعلية والجودة، وأعتقد كذلك الرياضة الصينية، فأندية الكرة أصبحت علامات تجارية ومتعددة الجنسية، المدرب العالمي واللاعب الأوروبي والبرازيلي، وقبل ذلك اللاعب الصيني، فهو لاعب شبه متكامل، البنية القوية والعقلية الاحترافية والروح الجماعية، فنحن أمام دولة محترفة وكل ما لديها محترف ولديها فريق محترف.

فريق غوانغزهو هو المندوب الدائم للكرة الصينية في دوري الأبطال الآسيوي، ومؤخراً فاز بالدوري للمرة الخامسة على التوالي ولاشك أن الثقة والروح المعنوية في المستوى العالي، وأصبح الفريق متفرغا ً لمنازلة ومنافسة الأهلي آسيويا ً، ومازال الأهلي في بداية مراحل الدوري ولكنه مستعد وكما أنه متكامل ومستقر إلا أنني أشك في مدى قوة حضوره بدنياً، فهل يحسمها الأهلي في المباراة الأولى وهي مباراة الذهاب، فإن لم يفعلها هنا فقد يفعلها هناك، ولكن إذا لم تعرف الطريق وهو سالك في بلدك الإمارات، فإن الطريق في الصين شائك وكله مطبات، ومع ذلك يمكن دائماً التفوق عليه بالإبداع والذكاء في التطبيقات.

Email