في المليان

الطريق إلى القمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضمن سجلات »حدث في مثل هذا اليوم«، سيسجل التاريخ في أجندته، اللقاء التاريخي الذي تحتضنه القلعة الحمراء على استاد »راشد« بالنادي الأهلي اليوم، والذي سيجمع ممثل الوطن »الأهلي«، نجوم »الإمارات« فرسان »فزاع«، في مواجهة فريق الهلال »زعيم الكرة السعودية«، ذلك اللقاء الذي لا يقبل القسمة على اثنين. بإذن الله تعالى الترتيبات والاستعدادات التنظيمية والجاهزية لاستضافة الحدث، ستكون رائعة بكل المقاييس داخل النادي الأهلي، مثلما كان الحال في اللقاء الذي جمع الفرسان مع نفط طهران، وحققوا من خلاله الانتصار، ليواصلوا طريقهم ويعودوا من الرياض بعد التعادل الإيجابي أمام الهلال، وضربة الجزاء الشهيرة التي صدها الحارس، ومنعها من دخول عرين الفرسان.

جميع من حضر لقاء النفط شاهد يومها استاد »راشد« في أجمل حلة له، وكان فاكهته جماهير الوطن الوفية، التي آزرت ممثل الوطن، وهتفت باسم الإمارات، إن ما لمسناه وشاهدناه يبث فينا الاطمئنان والثقة في قدرات الإدارة الأهلاوية، بما تملكه من خبرات إدارية وميدانية، من المؤكد أن الجهد المبذول كبير منذ فترة طويلة، سواء من جانب مجلس إدارة النادي أو من جانب شركة كرة القدم، والاستعدادات كثفت لإنجاز الترتيبات التنظيمية باحترافية داخل قلعة الفرسان عامة، واستاد راشد خاصة، لتحويل اليوم إلى عرس كروي حقيقي، يتناسب وقيمة الحدث الذي نحن بصدده، وهو مباراة تحديد الصاعد إلى نهائي بطولة الأندية الآسيوية.

هذا التنظيم الأكثر من رائع الذي نراه داخل النادي الأهلي، نتطلع إلى أن يصاحبه تنظيم مماثل في صفوف فرسان »فزاع«، وأن نرى في الملعب فريقاً متكامل الصفوف، منظم الأداء، ليس له إلا »هدف واحد«، وهو تحقيق الفوز، ذلك الأمل والحلم الذي بات يراود الجميع من أبناء الوطن وليس الأهلاوية فقط، من أجل التأهل إلى المباراة النهائية، والفوز بها وبلوغ القمة، واللعب مع نخبة الكبار في مونديال الأندية، وثقتنا كبيرة في قدرة الفرسان على تحقيق هذه الصورة، وبلوغ هذا الأمل الذي لا أتصور أن هناك من هو مستعد للتنازل عنه، سواء من اللاعبين أو من الإدارة أو من الجماهير.

ولله الحمد، فالأهلي لديه فريق متكامل الصفوف، منسجم الأداء، يجيد تنفيذ خطط الأداء وتعليمات الجهاز الفني، يتمتع بثقافة الفوز، ويدرك قيمته وأهميته، هكذا أظهر لنا الفرسان، سواء خلال مشاركتهم في البطولة القارية أو في بطولة المحترفين المحلية، وهذا ما يضاعف ثقتنا في إمكاناتهم وقدراتهم على تحقيق الفوز، وتكملة المسيرة نحو القمة العالمية التي يستحقها الفريق، ويستحقها النادي وإدارته، تقديراً لما وصلوا إليه من مستوى في عالم الاحتراف.

ولكن حتى يتحقق الهدف، لا بد أن تكتمل أضلاع مثلث النصر الثلاثة، وهي الفريق والتنظيم والجمهور، فعمل الفريق وجهده في الملعب، والجهد التنظيمي لإدارة النادي، لن يظهرا من دون جماهير تشعر بهما وتساندهما، ومثلما كتبت مراراً من قبل، فإن الجماهير لاعب أساسي ومهم في جميع المباريات، ومن دونهم لن يُبدع أحد، إنهم الوقود الحقيقي لتحقيق القفزات، وكلنا أمل في امتلاء مدرجات استاد راشد بالجماهير، ليس فقط مشجعي الأهلي، وإنما جميع مشجعي الأندية، لأن الفرسان لا يمثلون ناديهم فقط في هذه المشاركة، وإنما يمثلون كل أندية الإمارات، وعندما يحالفهم التوفيق ويحققوا الإنجاز المأمول، فسوف يحسب ذلك لدولة الإمارات قبل النادي الأهلي.

نتطلع إلى رؤية جماهير الإمارات بكل ألوانها اليوم في المدرجات، وكلنا ثقة في أن هذا ما سيحدث، وستلبي جماهير الإمارات المخلصة النداء، فهم يعرفون ويؤمنون بأهمية تلبية نداء الواجب والوطن.. ويثقون بقدرة ممثل الوطن على تحقيق النتيجة الإيجابية بروح معنوية عالية، ليرسموا البهجة والسرور والفرح على وجوه أبناء الوطن، لم يتبق على إقامة المباراة إلا بضع سويعات، لكنني مشتاق لرؤية هذه اللحظة والجماهير »ملوك المدرجات« تملأ المدرجات مشجعة ومؤازرة لأصحاب الرداء الأحمر، ممثل الوطن، وتهتف »شد الحيل يا ولد بلادي«، وتقشعر معها أبداننا، انتظاراً لاكتمال لحظة النشوة بتحقيق الفوز ومواصلة الطريق نحو القمة.

Email