كل حين

حديث الممشى

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه الفاتنة لم تتركنا لوحدنا، وأبداً لا تتركنا لوحدنا، تظهر حولنا في كل مكان وفي كل زمان، نحن نتسلل مع بزوغ الفجر لاقتناص نسائم الصباح وأشعة الشمس الباردة، تمهيداً للابتعاد عن هموم العمل قبل أن نبدأ الاستعداد له، تنشيطاً للذهن قبل البدن، ومع بداية شهر سبتمب..

ر حيث وقت الصباح لا يقدر بثمن، يبدأ الازدحام الرياضي في ممشى الخوانيج قبل الازدحام المروري على شارع الخوانيج، هنا شاب وهناك شابة، وهنا كهل وهناك طفل، وهذا يمشي وهذا يجري وذلك يهرول، وهذا مع الأجهزة في تمرينات وأولئك مجموعة على دراجات، رياضة تؤدي إلى سعادة ولياقة، والرياضة للجميع، شكراً على من يقف على تطوير ممشى الخوانيج ونأمل في المزيد والكثير وبطولات خاصة بالفريج.

Ⅶ كنت خلفهم وأحاول اللحاق بهم في محاولة لتجاوزهم ولكن لا يمكن، تشكيلتهم نادرة وقوية وفي ذات الوقت هي احترافية، الأول مهندس ورجل أعمال ومتخصص في النخيل وفي إدارة الأموال، والثاني رجل عام ورئيس مهام وهو متطوع ولكن في ذات الوقت متصدع..

والثالث خبير في كرة القدم بل عميد وذو رأي مستقل وأحياناً عنيد، والرابع هاوي ومتقاعد يبدو متخصصاً في الأدوية ويخاف أن يموت قاعداً، والخامس جارح كأنه شاهين ومثال للرياضي الذي يتحدى السنين، والسادس قمة الأخلاق ومربي فاضل وللمواهب مكتشف وخلاق، وكان يجمعني معهم حديث الممشى، ولكن تلك الفاتنة كانت دائماً حاضرة بل وطاغية، والحديث يذهب ويعود ولا يدور إلا معها وحولها، وقد يحدث أحياناً تسلل إلى مواضيع أخرى أو خروج خارج النص وخط التماس أو صمت وإضاعة وقت..

ولكن ما يلبث الحديث أن يعود إلى خط المنتصف وبداية جديدة، والجميع اتفق أن جولة أغسطس كانت اختباراً جديداً لكرة القدم في التحمل الحراري، وكانت من البعض بمثابة اعترافات ولكن لا يوجد هناك من هو مسؤول عن القرارات أو يتحمل المسؤوليات ولا توجد هناك محاسبة ولو هناك إخفاقات ، ويبدو أن كرة القدم تتدحرج بالبركة.

Ⅶ ومع أحاديث أخرى مع مجموعات أخرى وأخبار الانتقالات وما هي التوقعات، الجميع مفتون ومشغول، هذه المستديرة لا تتركهم ولو للحظة، تتلاعب بهم كما يتلاعب بها اللاعبون وكأنها تنتقم، تسرق أوقات الجماهير كما تسرق آهاتهم وكما تأسر عيونهم وقلوبهم، ما رأيك في اللاعب الفلاني وماذا تتوقع من المدرب العلاني ؟

ومن هي فرق المنافسة على القمة ومن هي الفرق المنافسة في القاع ؟ حوارات وأسئلة متعددة ومتنوعة ومتكررة لن تتوقف إلا مع توقف الكرة عن الحركة، ومع صافرة الجولة الثانية يبدأ العداد من جديد وهو التوقيت المناسب للبداية لأصحاب الرأي السديد.

وللأمانة لابد من إيصال رسالة جماهير الممشى إلى المسؤول الذي بعد العصر في الممشى يتمشى، شكراً على المواقف الجديدة والبوابات وشكرا ًعلى الصيانة والنظافة والخدمات، وشكراً على التشجير والأجهزة وكافة التطويرات، ولكن هل بالإمكان أفضل مما كان ؟ فالإقبال الجماهيري منقطع النظير ويمكن أن يكون أكثر من ذلك بكثير، نأمل ذلك، وفي ذات الوقت نتمنى لكرة القدم الإماراتية موسماً جديداً ناجحاً ومميزاً محلياً وآسيوياً وعالمياً.

Email