»الأخطبوط«

ت + ت - الحجم الطبيعي

استحوذت أخبار الفيفا خلال الأيام القليلة الماضية على كافة التقارير الإعلامية الرياضية بحيث تلاشت معها كافة الأحداث الأخرى، لم لا؟ وهي متعلقة بأكبر مؤسسة في العالم حيث يتجاوز عدد منتسبيها عدد أعضاء الأمم المتحدة وتفوق ميزانيتها ميزانية بعض الدول. ولكن ما حصل أقرب ما يكون لفيلم من أفلام هوليوود من خلال اقتحام فرق الكوماندوز إن صح التعبير لغرف هوامير الفيفا واعتقال 6 مسؤولين من 10 على لائحة الاتهام في قضايا فساد وفي ضربة لم تؤثر حينها في اخطبوط الفيفا بلاتر وخرج بكل ثقة يشجب الفساد والفاسدين ويكرر وعوده المملة في محاربة كل ما يعكر صفو الاتحاد الدولي والعمل على تعزيز الشفافية تلك الكلمة التي تكررت مئات المرات خلال خطابات التخدير للاخطبوط بطريقة تعكس أنه بعيد كل البعد عن هذا المصطلح الذي ضاع في أروقة الفيفا.

ويحسب للأمير الشاب علي بن الحسين استمراره في مهمة مواجهة بلاتر في حين لم يجرؤ الكثيرون مجرد التفكير على الدخول في مزاحمة الاخطبوط على كرسي الرئاسة وبغض النظر عن النتيجة فإن مواصلة الأمير للعبة الانتخابات والوصول إلى صناديق الاقتراع هذه بحد ذاتها شهادة شجاعة تمنح له. وما يدعو للدهشة هو اصرار بلاتر مواصلة العمل بالرغم من كل تلك المشاكل والفضائح التي قد تعصف برؤساء دول وليس رئيس مؤسسة رياضية وما نعلمه جيدا هو ضرورة أن تتحمل القيادة العليا لأخطاء المؤسسة وموظفيها ولكن بلاتر رفع منذ توليه الرئاسة شعار أنا ومصلحتي وليذهب الباقي أدراج الرياح، ورغم ذلك لم تستوعب الاتحادات الرياضية الدولية تلك التوجهات ولم تتعلم من كل تلك الصراعات والفضائح ورضت على نفسها البقاء في جلباب الاخطبوط.

لذا عشنا جميعا لعبة الاعصاب والانتظار خلف شاشات التلفاز إلى أن تم الاعلان عن النتائج الأولية بفوز الامير علي بثلاثة وسبعين صوتا مقابل 133 صوتا لبلاتر مما تحتم خوض جولة مع امتناع 33 اتحادا عن التصويت بطريقة تدعو للاستغراب. حينها فقط تيقنت بأن خطوات الفارس يجب أن تتوقف في ظل ابتعاد من كانوا يجب ان يكونوا سندا له لذا اعلن عن خطوته الجريئة بالانسحاب وعدم اكمال الجولة الثانية في ظل اشادة كبيرة من معظم الحضور لا سيما من قبل اعضاء الاتحادات الاوروبية.

عموما هذه ضريبة الديمقراطية وهكذا هم أرادوها ولتذهب الشفافية والمصداقية والأخلاق إلى الجحيم، وليبدأ مسلسل جديد من فساد الفيفا بقيادة العجوز الاخطبوط بلاتر.

همسة: »آآآه يا عراب الانتخابات ... !!!«

Email