الشوط الثالث

الحر تكفيه الإشارة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أدري لماذا لا نبادر بتغيير شعارنا الرياضي الخليجي القديم جداً، لمسايرة التطورات الحديثة الخليجية والعربية وبجانبها العالمية، بأن بعض المخضرمين الموجودين في الرياضة الخليجية فيهم البركة، لأن لديهم خبرة طويلة، فنخرجهم من الرياضة بالمرة، برغم اعتراف الأغلبية بأن منظومة العمل الرياضي الخليجي بها خلل قديم، ونقولها بكل صراحة: إن من يمسك دفة الأمور تجاههم يهوى وجودهم، وكأن الخليج لم ينجب غيرهم لإعلاء وشغل المناصب الرياضية.

نقولها بأعلى صوت: لقد حان وقت تغيير النمط الذي لم يحقق لنا شيئاً طوال المدة الماضية، وإن تحقق فإنه يكون بشكل مؤقت غير مستمر، واستبدال نمط جديد واقعي به، وهو الزج بمواهب ذات دماء جديدة شابة، قادرة على العطاء للمرحلة المقبلة المهمة جداً، فالصداقات المجردة والمصالح المشتركة، ومعها المنافع المتبادلة وراء الإبقاء على ذوي الكوادر المخيبة والمعيبة وغير المخلصة للخليج التي همها الوحيد اغتنام فرصة السفر مع البعثات الرسمية والمخصصات، والأدهى أن بعضهم لا يحضرون للاتحادات أو الأندية إلا عند وجود العروض المجانية والاجتماعات الشكلية فقط.

فليس معقولاً أن كل عضو فاشل من دون أي إنتاجية يبقى مدى الحياة، ويشجع من قبل مرؤوسيه على الاستمرار، ويهدر جهد الآخرين الذين يعملون بكل إخلاص للوصول إلى منصبه، وفي اعتقادنا أن بعضهم تعود على أن يكون موجوداً حتى لو كان ديكوراً من دون حراك يذكر، لدرجة أن بعضهم لا يعرف معنى وقوانين الرياضة وألعابها.

نقطة شديدة الوضوح

لعل ما حدث في البطولات الماضية من إخفاق للحصول على الميداليات الملونة لرفع اسم وعلم بعض دولنا الخليجية شاهد على الخيبة والفشل، برغم أن الحكومات بها يجتهدون ويبذلون ما في وسعهم في سبيل توفير كل الاحتياجات على حسب الإمكانات المتوافرة لديهم بذمة وإخلاص، ولكن الطموحات لا تلامس الواقع بالنسبة إليهم، ولا تساير الركب العالمي الذي يسعون إليه باستمرار، وبالمقابل لا نجد منهم تقييماً في الأداء ودراسة النتائج وأسباب الإخفاقات، وتلمس مكامنها تجاه من يعتمدون عليهم في تحقيق استراتيجيتهم المبرمجة القصيرة المدى أو الطويلة منها، وما يجري بعدها فعلياً كطي الكتاب وتمزيق صفحاته، لكيلا نتذكر المعاناة واستبدال جديد به، وهذا ما لا نريد، والحر تكفيه الإشارة.

Email