ثلاثي الأبعاد

مكسب لآسيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهت الانتخابات الآسيوية مثيرة رغم هدوئها، وجاءت التوقعات متماشية مع التحليل العملي لواقع الكرة الآسيوية ولكن ما أثلج صدورنا هو التفوق الرائع لممثل الإمارات محمد خلفان الرميثي الذي حصد 39 صوتا في انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في انتصار كاسح، عكس حقيقة واقعية لما تحمله دولة الإمارات من مكانة في الساحة الآسيوية وأعاد لها هيبتها بطريقة تدعو للفخر.

ولن أزايد هنا على شخصية الرميثي الذي عرفناه مثالاً للعمل الجاد والتميز والإبداع منذ تقلده مهام رئاسة الاتحاد الإماراتي ودوره المؤثر في القضايا والأحداث الرياضية الإماراتية ومساهماته الفعالة في اللجان الرياضية القارية والدولية، وفعلاً فقد كانت الفترة التي ابتعد فيها خسارة للكرة الإماراتية والآسيوية..

ولكن جاء القرار السامي من سمو الشيخ هزاع بين زايد ليعيد الرميثي إلى الواجهة الآسيوية لتمثيل الإمارات في أكبر المحافل القارية في خطوة اعتبرتها الساحة الإماراتية ضربة معلم لها العديد من المعاني التي اتضحت خلال الانتخابات الأخيرة وستتضح أكثر في القادم من السنوات واذكروا هذه الكلمات جيداً.

ولعل التساؤل المطروح هنا يتمثل حول أسباب النجاح الكاسح؟ وإن كنا جميعنا توقعنا الفوز ولكن ما ميز هذا الانتصار هو عدد الأصوات والتوافق غير العادي على شخصية بوخالد، بالرغم من فشلنا الذريع في الانتخابات السابقة وبأصوات فقيرة وفي مشهد لا تريد ذاكرتي استرجاعه.

باختصار لقد نجح الرميثي وفريق العمل في إدارة حملته الانتخابية باقتدار ولعل المتابع لتغريدات وتصريحات الرميثي بعد ترشيحه يكتشف أن الرجل يريد العمل بهدوء وبمنهجية واضحة وبدون ضجيج إعلامي، حيث خاطب الجماهير الإماراتية في وقتها قائلاً إنه يقدر الدعم اللامحدود من الجميع وأطالب الجميع بالابتعاد عن التصريحات لكي يتفرغ للمعترك الآسيوي وفعلاً فقد نجح في هذه الخطوة بالذات التي أراها أنها مهدت الطريق له وبهدوء للعمل بأريحية بعكس الآخرين الذين انشغلوا بالتصريحات والفلاشات والمناوشات الإعلامية فحادوا عن الهدف.

وما أعجبني بعد الفوز هو تصريحه الأول والمتعلق بالشباب، حيث أكد على وجود خطة لتأهيل شباب الإمارات في المؤسسات الرياضية الآسيوية وإعدادها لتولي مناصب قارية ودولية في كافة الألعاب وهذه الفكرة بالذات قد طالبت كما طالب بها الكثيرون مرارا نحو إعداد جيل من القيادات الرياضية الإماراتية الشابة لكي تكمل مسيرة الإنجازات ليس داخليا فقد..

وإنما على مختلف الأصعدة القارية والدولية وبتصريحه هذا يرسل أكثر من رسالة لمن يعنيه الأمر بضرورة إعداد الجيل الثاني والثالث، والمتمعن لفكر هذه الشخصية الرياضية يجد بما لا يدع مجالاً للشك بأن آسيا هي من كسبت الرميثي وليس العكس.

همسة :

«عراّب الانتخابات... نجح للمرة الألف وليس كما قال (أنا مجرد عود في حزمة)».

Email