كل حين

بوجسيم الاستثنائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نسمع ونقرأ أن بو جسيم مرشح محتمل، وبصفة استثنائية لرئاسة لجنة الحكام الآسيوية، وشخصياً ليس لديّ علم إذا هناك حالات استثنائية مماثلة سبق الموافقة عليها، وهل مثل هذا الاستثناءات مبنية على أسس؟ أعتقد أن دخول الاستثناءات في مثل هذه المنظمات التشريعية والتنظيمية إن كان ذلك قد حدث سابقاً أو سيحدث مستقبلاً هو ليس في مصلحة الكرة الآسيوية، فهو يتعارض مع الحوكمة والحكمة، وهو بلا شك يتعارض مع التحكيم، والحكم في كرة القدم يطبق القانون، وليس لديه أية مجالات للاستثناءات.

علي بو جسيم شخصية استثنائية واستقلالية، وليس فقط لديه القدرة على إدارة مباراة كرة قدم، وهي أحياناً تكون المباراة أشبه بالمعركة، قتال عنيف، وسرعة حركة، تحتاج إلى عدل وحزم وحسم وفصل وبكفاءة وبأمانة، لدى بو جسيم أكثر من ذلك بكثير، فهو مؤهل تماماً لقيادة دفة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم برمته، هو ليس له سقف في تحمل المسؤولية، قوة التحمل تقف على قوة الأساس، هل ستتعجب من ذلك، وتسألني كيف ذلك، وأقول الأسطر التالية التي تتضمن الإجابة عن سؤالك.

علي بو جسيم وقبل كل شيء هو دماثة الأخلاق مع الجميع، الكبير والصغير والبعيد والقريب والعدو والصديق، وهذا حديث يطول، وليس له مجال هنا إلا أنه أساس كل ماهو هنا، فهو خريج الدفعة الأولى في جامعة الإمارات، دفعة استثنائية ذات دافعية قوية، تتجه لها الأنظار، وعليها مسؤولية ولديها رؤية، تخصص في السياسة والإدارة العامة، والتأهل علمي- استراتيجي وفيه تنوع وتكامل بين الفنون والعلوم الدبلوماسية، والعلاقات المحلية والدولية ومهارات الإدارة والقيادة العامة، ولاحقاً خبرات عملية مبنية على أسس علمية، وجاهزة عسكرية، وقيادة إدارية في المراكز العليا للمسؤولية، تنوع وتكامل في الإنجازات الخدمية والتطبيقات القانونية مع العلاقات الشخصية والمرونة الإدارية، توافق علمي وعملي تم استثماره من علي بو جسيم لاستكمال بناء شخصية استثنائية، يمكن أن تتصدى لأي مناصب قيادية، ربما تم استكمال البناء خلال أكثر من عشرين عاماً، ولكن كان البناء خلالها مستمراً ومتطوراً، وخاصة خلال مرحلة انخراطه في السلك التحكيمي.

كنا نتدرب يومياً في «نادي الشيخ محمد بن راشد في زعبيل»، خلال الثمانينيات والتسعينيات، كان تدريب بو جسيم استثنائياً.

وقد كان يتدرب ليتفوق، كان يتدرب لهدف، بصراحة منذ أن كان مغموراً كان يتطلع للعالمية، وبالرغم من حالات اليأس أحياناً إلا كان الهدف واضحاً، والحلم لا يغيب، استثمر كل علاقاته المحلية والدولية، وكان حكماً عصامياً، وإن كان أحياناً يبدو عصبياً، إلا أن العصبية تكون أحياناً إيجابية وهي جزء من الشخصية الذكية، ومثل هذه الشخصيات مضمونة النجاح في إدارة وقيادة كل أنواع الأنشطة والقطاعات ، فهي لديها للنجاح أكثر من مفتاح، التربية والأخلاق والإخلاص والعلم والفطنة والعمل والوطنية والرغبة والرؤية وقوة التعبير ومهارة التغيير والدافعية الذاتية، ونحتاج لأمثاله لتطوير الكرة الإماراتية، وليس تطوير المنافسين في الكرة الآسيوية، إلا إذا كانت هناك أهداف أخرى وهي وطنية.

Email