الكنغر.. خطط وفكر ثم وصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

من كان يصدق أن بلداً كأستراليا التي انضمت لعضوية الاتحاد الآسيوي الكروي في 2006 (بعدما كانت تشارك باتحاد أوقيانوسيا، الذي كانت تتبعه أستراليا في السابق)، التي تعتبر كرة القدم هي اللعبة الثانية شعبياً بعد الرجبي اللعبة الأولى بمنتخبها سيقهر منتخبات تعتبر لعبتها وعشقها الأول كرة القدم وتمتلك إمكانات كبيرة ومذهلة إدارية وفنية، وتصرف ميزانيات ضخمة على خططها الاستراتيجية على المدى البعيد، بل ويتفوق عليها بعناصر لا مثيل لها كونهم لاعبين محترفين بحق وحقيقة، ومدرب لا يتكلم إلا بالواقع وشعاره الوعد وتحقيقه لكيانه، ويكون في الأخير بطلاً بكل جدارة باللقب لأول مرة في تاريخه بالنسخة السادسة عشرة من بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم بعد فوزه بالوقت الإضافي على كوريا الجنوبية 2-1 في المباراة النهائية للبطولة التي أقيمت يوم أمس على أرضه ووسط جماهيره بالاستاد الأولمبي بسيدني وسط 80 ألف متفرج.

حقاً، إنها نهاية جميلة لقصة مثيرة عنوانها (الفرحة الأسترالية صارت فرحتين) قهر المستحيل، وصنع المعجزة، وانتزع أول الألقاب له على المستوى القارة الصفراء الآسيوية، وبتتويج جاء على أرضه ووسط جمهوره في ثاني ظهور له على التوالي في نهائي البطولة ليعوض خسارته أمام اليابان في نهائي بطولة آسيا «قطر 2011»، في المشاركة الثانية بعد الظهور لأول مرة في البطولة الآسيوية 2007 والأخرى الثأر لخسارتهم أمام المارد الكوري بهدف نظيف في ختام مبارياته بالمجموعة الأولى بالدور الأول، فهذا المنتخب النموذجي في الإرادة والصبر والطموح والتحدي وكل ما يخطر ببالك هزم الجميع بمستواه الماكر بسواعد نجومه، الذين كانوا النواة والمتعة لما يستمتع لمشاهدتهم حينما أرعبوا الخصوم بترابطهم الأسري وتنظيمهم المثالي عبر استنشاقهم هواء يزيد الهمة ويثبت الولاء لكيانهم العتيد، (فأبى أن يخرج أكبر حضور جماهيري له من دون أن يفرحه بالفوز واللقب الأول الغالي).

نقطة شديدة الوضوح

باختصار.. (منتخب الكنغر.. خطط وفكر ثم وصل)، وهذا سر انتصاره، إضافة إلى التعلم من الدروس السابقة عبر تقليل أخطائه التي تؤدي إلى ضياعه وضياع النهاية السعيدة له، فأبدل حال ماضيه تماماً بحال حاضره الجميل كما يشاء بفنه العجيب، ما أدى إلى كسب البطولة، وقبلها ثقة جماهيره المحبة والوفية له.

Email