لماذا فشلنا ونجحوا؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

كوريا الجنوبية وأستراليا والصين وأوزبكستان وإيران والإمارات واليابان والعراق، تلك المنتخبات أثبتت أنها فعلاً متطورة بالقول والفعل في نهائيات كأس آسيا 2015 المقامة حالياً في أستراليا، عبر تأهلها بكل جدارة للدور الثاني، بعدما اعتقد الجميع أن تكون بعض المنتخبات بجانبها، وخصوصاً السعودية وقطر والأردن وعمان، نظراً لتاريخها وتطورها الفني من خلال التصفيات والمباريات الودية.

ولو نظرنا بعين الاعتبار وبشكل جدي، نرى أن تأهل تلك المنتخبات دون غيرها، جاء بسبب التقدم الكبير والطفرة التي تشهدها خلال السنوات الماضية، تحت قيادات واعية مفكرة، هدفها وضع كرتها على خريطة الألقاب الآسيوية، بعد تقدمها في المجالات الأخرى (السياسية والاقتصادية وغيرها)، وهذا سر من أسرار نجاحها، بعكسنا نحن للأسف!! ونتساءل هنا، أين يكمن الخلل لدينا، ولماذا نحن متأخرون عنها؟ وكيف السبيل للوصول إليها؟

الكرة الخليجية، والعربية بصفة عامة، والمنضوية تحت مظلة المنظومة الآسيوية بصفة خاصة، تعاني كثيراً من نقص العقول الإدارية وليس المالية، فترى بعضها يستغل لنفسه الميزانيات التي خصصتها الدولة لتطوير كرة القدم، بجانب اتباع الخطط الاستراتيجية الفاشلة التي لم تتغير (والتي نستطيع إطلاق عليها - الفساد العقلي والمالي)، بجانب اللخبطة في وجود العديد من الأعضاء غير المؤهلين لإدارة الكرة في بلدانهم ما أوصلوها للهاوية.

نقطة شديدة الوضوح

لماذا فشلت منتخباتنا ونجحت منتخباتهم؟ لأن تلك المنتخبات الناجحة المشار إليها أعلاه، تمر بظروف مشابهة بما مرّت به الكرة الخليجية والعربية عندما كانت تعاني كثيراً، لكن تختلف بأن أعضائها ناجحين ويتحدون الصعاب، فعملهم يدل على أنهم تداركوا الموقف وعرفوا مكامن الخلل، ووضعوا استراتيجية واضحة لتطوير الكرة، وضخّوا الأموال الكثيرة، والأهم من كل ذلك، أن الحكومة بنفسها قد تكفلت بإنجاح هذا المشروع، بعكسنا نحن من فشل ذريع إلى فشل آخر، وبدون التفكير في كيفية النهوض بأساليب جديدة مثمرة والإبقاء على خطط الترقيع، وعليه، فمن غير المنتظر أن يطرأ على الحال أي تغيير.. وستعود منتخباتنا للفشل في كل المحافل القادمة التي ستشارك فيها، وستزيد معها أحزاننا أكثر وأكثر!! فكفانا نووووووم؟

Email