وجهة نظر

باعوها الخليجيين..!!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لست رجعياً بما يكفي، أن أغمض عيني عن التحولات التي تجتاح الرياضة الكروية بالخليج العربي، متمسكاً بشعارات وأفكار أجزم أن الزمن تخطاها بمراحل، برغم أولئك المحاربين لفرضها دون تغيير..

في مجال النقل التلفزيوني لدورات الخليج والحصرية التي تتنافس عليها بعض القنوات، أرى أن الأمر يمثل إضافة نوعية ومالية لتلك الدول التي قد تعجز ميزانياتها الحكومية عن الوفاء بمتطلبات الدورة عند استضافتها، أو تمر بأزمة مالية جعلت من الرياضة خياراً ثانوياً لدى بنود الدعم المختلفة داخل جسدها التنموي..

المشكلة الحقيقية تتمثل بغياب إحدى ركائز المبادئ التي قامت عليها دورات الخليج المتضمنة تجسيد روح الأخوة والتلاحم بين الشعوب الخليجية، والتي مع الأسف تم القفز عليها عبر شهوة المال الذي أجزم أنه يخفي وراءه الكثير من إشارات التحدي، ومحاولة خنق المبدأ الخليجي حتى الموت!!

ماذا يعني أن تأخذ حقوق النقل التلفزيوني شركة غير خليجية؟

إنه الاختراق الفاضح، وإلا هل ماتت القنوات التلفزيونية الخليجية، أم أصابها الخرف، ليتم قذفها داخل نيران التملك الخارجي والشروط الاستبدادية، وهي أولى علامات تحول الكيان الخليجي الكروي إلى كيان تجاري، المصلحة فيه أولاً وأخيراً تقوم على من يعطيني أكثر هو الرابح الأكبر!!

ليس من مصلحة الدورة ولا مستقبلها أن تكون حصرية على أحد، ويجب على وزراء الشباب والرياضة بالخليج اتخاذ قرار بمنح كل قنوات دول الخليج الرسمية حق بث مباريات كل بطولات الخليج، على أن يكون هناك آلية لدفع التكاليف المعقولة لمنتج المباراة (الدولة المضيفة)، وأتوقع أن يكون القرار نافذاً خلال الدورات المقبلة، فالخليج وأبناؤه الرياضيون ليسوا سلعة تشترى بالمال، بل علاقات ممتدة، وشراكات مثيرة بالإيجابية الدائمة.

باعوها.. نعم باعوا دورة الخليج بحثاً عن المال الذي كانوا سيجنونه لو باعوها بتنظيم محكم وعدالة حضارية تراعي المبادئ والأخوة الخليجية..

اعترفوا لنا الآن بأنكم لا تقيمون وزناً إلا لجيوبكم أيتها الاتحادات الخليجية..

اعترفوا بأنكم تطلقون شعارات مزيفة عن الألفة والمحبة والأخوة الخليجية..

ما زلت متفائلاً بأن عقلاء الخليج سيعيدون الأمور إلى نصابها..

هل أنتم متفائلون معي؟

Email