مؤشر البداية

ت + ت - الحجم الطبيعي

(أول خبزة محروقة) هذا مثل محلي معروف، ويقال عند الاعتذار أو التبرير لعدم نجاح أول محاولة أو أول تجربة أو أول إنتاج لأية سلعة أو خدمة أو مادة، والمقصود معروف من ذلك وكذلك الأسباب، فلا المخبز جاهز ولا الخباز جاهز، خاصة بعد الركود الصيفي.

ولو تمت محاولة إنعاشهما بالمعسكرات الرياضية السياحية التحفيزية والتحضيرية، وكذلك المكونات، التي غالباً هي في معظمها من مصادر مختلفة وتشكيلات جديدة، عربية على أوروبية وآسيوية ونكهات برازيلية، لم تتعارف سابقاً وتسابق الزمن للإندماج والتفاعل، تمهيداً للعمل المشترك وتقديم أفضل تفاهم وأداء وإنتاج.

وبالتالي نتائج ومنتجات تجذب الجماهير المتحفزة والمتعطشة والمتحيزة محلياً ولو على مضض في ما بين ضغط أجهزة الاستقبال وبيئة التشجيع في الملاعب، وما بين فارق المستويات عندما تشاهد مباراة محلية وأخرى أوروبية في التوقيت نفسه، وبالتكلفة نفسها تقريباً ومن دون متاعب.

ولكن والحمد لله ومع كل ذلك كانت أول جولة مبروكة ومحروسة، وإن كانت لم تخل من حروقات وخروقات، كانت بداية مثالية إلى أقصى حد ممكن، وبداية مبشرة ومؤشرات مشجعة، ليس بالضرورة لتنافس جديد، ولكن لتنافس من حديد.

كانت بداية متكاملة وغنية تهديفياً وقوية بدنياً وعالية لياقياً ومتنوعة فنياً وحاضرة جماهيرياً وناجحة تحكيمياً، وجميلة أخلاقياً ماعدا هفوات ليس لها مبررات ولكنها من طبيعة البشر، وليس لها تفسيرات ماعدا ظروف بيئة الحياة أو الظروف والعادات وربما بسبب الجينات.

الجولة الأولى من دون مفاجآت، بل بالعكس الجولة الأولى قد تؤكد التوقعات والتنبؤات، وذلك واضح من المؤشرات، لا جديد وإن كنا ومازلنا في مرحلة التمهيد، بداية من الوصل والظفرة وخسارة مشتركة، الوصل ينزف من زمن و قد لا يصل، والظفرة دائماً في طفرة، والفجيرة قد يكون في حيرة.

وهزيمة من الإمارات في الفجيرة، وبالتالي الطرق أمامهم وعرة وعسيرة، وبني ياس والنصر تعادل خاسر والمقدمة تحتاج هجوماً كاسراً، والجزيرة كالعادة هجوم كاسح ودفاع فاتح، وعجمان بركان قد يثور بعد زمان، ولكن المهم الأمان قبل فوات الأوان، وليس في كل مرة تسلم الجرة.

والأهلي والشارقة كانت أقوى المباريات، والأهلي من البداية يفكر في النهائيات، والشارقة يبدو مشرقاً فهل السنة سيوزع الابتسامات، ونمور كلبا تبدو هزيلة فكانت الهزيمة، والطريق بين كلبا وأبوظبي كان طويلا ً وسيظل طويلاً، ويحتاج إلى عتاد وعزيمة، والوحدة أصحاب السعادة في الصدارة وبكل جدارة.

والشباب لم ينكشف ولم يكتشف وتظل بدايته سرية، والعين كان في مهمة خارجية وطنية لم تنجح فنياً، والاحتمال ألا تنجح محلياً، فالهلال دائماً موج هادر، ولا يمكن أن تفتح الملعب أمامه، وما تظهر خاسراً، الأمل موجود والفوز منشود وإن شاء الله العين سيعود.

الجولة الثانية بدأت والأوراق تقريباً انكشفت، ووقت التخطيط والاستراتيجيات انتهى، ووقت العمليات بدأ.

Email