إفلاس الكرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

سينطق الدوري غداً بانتظار اعتدال الجو، ويبدو أن في الجو غيم، بل في الجو دخان، ولا يوجد دخان من دون نار، ويبدو أن النار تحت الرماد، وكذلك الإفلاس مرتبط بالفساد، ليس المقصود فساد ضمير العباد، ولكن المقصود مدى الكفاءة في إدارة الاقتصاد.

ومدى التعاون في إدارة الاتحاد، ولهذا تم إعلان الطوارئ وإطلاق التحذيرات، كل الأندية تبدو على استعداد، الأندية المحترفة والغنية مالياً وفنياً وذهنياً، وكذلك الأندية والمحترقة حقيقة، ليس فقط من لهيب الموازنات المالية النارية المحيطة بها.

ولكن بها نار داخلية تلتهم كل فواتير الخدمات، وكذلك نزيف التعاقدات، التي تكون أحياناً مثل البطيخ، ما تعرف إذا حمراء أو بيضاء إلا بعد أن تقع الفأس في الرأس وقيمة اللاعب تكون «ما تسوا فلساً»، والمشكلة إذا كانت الفأس كبيرة وحادة وأيضاً تكررت ضرباتها من أول الموسم إلى آخره، وما بعدها من تبعات، تجارب فنية بدون خبرات إدارية.

وتعاقدات مالية بدون قدرات استثمارية ولا مهارات حسابية، نزيف وراء نزيف، نزيف النقاط لا يمثل مشكلة كبيرة، فلا يوجد حساب ولا عقاب، والتصريحات المتداولة معروفة ومحفوظة ( إن شاء الله سنعوض الموسم المقبل، وتعلمنا الدرس، أو هبطنا لظروف استثنائية ومستعدون للصعود).

ولهيب الأسعار ليس فقط في الأسواق، والنار الخارجية تجبرك على الابتعاد عن محيط الحرارة، ومجرد أن تسمع الأرقام، يرتفع الضغط وينخفض السكر وتنفجر المرارة، وتبدأ المسافات تتباعد والفجوة تكبر، والقوي أقوى وأغنى وأعلى، والفقير ضعيف وأعمى وأدنى، وبالتالي اختلال في المنافسة الفنية، تؤدي إلى ضمور في قوة الدوري، الصرف من دون حساب ليس من خصائص وممارسات عمالقة الاستثمار.

ولا حتى المبتدئين في قطاع الأعمال، ونحن الآن في بيئة اقتصادية، يتم من خلالها تأسيس وتطوير أحداث ترفيهية وخدمات رياضية، والمبدأ دائماً أن تتفوق عوائد المخرجات على موازنات المدخلات، والصرف من دون حساب للأموال التي تلتهمها النيران، أو الصرف من دون حساب من دون تمويل الجيران، كل ذلك قد يوقعنا في دائرة المسرفين، إن لم يكن المبذرين.

وخاصة أننا مازلنا في كرة القدم هواه، فالاحتراف ليس مجرد حروف، الاحتراف عزوف عن الهوى وخدمات مميزة وإدارة لتقييم المصروف، والفجوات المالية الاستثمارية والثغرات الإدارية والاستراتيجية تؤدي إلى وجود أندية تغرق في الديون، وأندية تغرق في الظلام، وأندية تتعثر على خط بداية الاحتراف، وأندية لا تعرف طريق الاحتراف، طريق جديد وسيارات سباق ولا عزاء للسيارات الكلاسيكية.

المنافسة محصورة تقريباً والإفلاس يبدو قريباً، وهذا ما أعلن عنه ربان السفينة، أندية كرة الإمارات باتجاه الإفلاس، وستغرق في ديون التعاقدات، هو في أعلى البرج وبالتالي هو يرى أبعد، وهو في كل درج ولهذا هو يرى أكثر، هل نثق في تصريحاته ونقول، إنها من مصدر مكين؟ وهل سيكون في هذا هو بمثابة الصادق الأمين؟

والموسم على الأبواب بعد المعسكرات التي كانت كلها خلف السحاب، وبعد التعاقدات التي كان منها من دون حساب، وأندية أغلقت الأبواب وأندية تعتمد على السكراب، الإفلاس قادم، إن لم يكن مالياً فقد يكون فنياً وتنافسياً، فهل هناك حل في تطبيق قانون اللعب المالي النظيف أو نستحدث لشركات كرة القدم قانون الإفلاس؟

Email