كل حين

صافرة البداية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان مقالي الأخير منذ ثلاثة أشهر تقريباً وكان بعنوان »صافرة النهاية«، وقد خططت له بأن يكون آخر مقالاتي في الحياة الرياضية الإعلامية، وقد كتبته ونفذته على هذا الأساس، وبالرغم من أن تلك الحياة كانت قصيرة للغاية، إلا أنني أعتقد أنني حاولت من خلالها أن تكون المقالات متنوعة ومركزة ومستدامة، وكما يقال غنية، تتحدث عن الأفكار أكثر بكثير من التحدث عن الأحداث، وتتجنب بقدر الإمكان التطرق إلى أحوال وأخبار الأشخاص، وأعتقد أن تكرار قراءتها يجدد فوائدها ويعزز من أهدافها، وقد تمثل مجموعة وثائق وحقائق تشكل مواد أساسية ومساعدة لخطة رياضية بأهداف استراتيجية وبإدارة احترافية وطبعاً دائماً نحتاج إلى رؤية قيادية وإرادة استثنائية.

بعد المقال الأخير كان المفترض بداية فترة تقاعد اختيارية من هواية الكتابة الرياضية، ولكن يبدو أنها كانت فقط فرصة لإجازة مرحلية، وكما قلت في المقال الأخير مع بداية فترة الصيف هي استراحة روحانية مع شهر رمضان وهي استراحة سياحية في الطبيعة وبين الوديان، وفي الواقع هي استراحة احترافية، فالمحترف لا يستريح، والحياة كلها احتراف وبالتالي كلها نشاط والتزام وطبعاً احترام، وأتذكر ذلك الزميل السبعيني، بالطبع ليس زميل عمر ولكن زميل فكر، وذلك عندما التقيته بعد أن تغيبت عن الممشى عدة أيام بسبب السفر، وقد سألني وهو يهرول ؛ إين كنت ؟ أجبته ؛ كنت في إجازة (وطبعاً أقصد أنني كنت مسافراً)، قال مباشرة ؛ الرياضة ليس لها إجازة. ولهذا فهو يتمتع بصحة أفضل بكثير من كثير من المراهقين وشباب العشرينات في هذا الزمان، وهو يتمتع بصحة ذهنية تتحكم في صحته البدنية، وفوق كل هذا ما يتمتع به من صحة أخلاقية.

وقد تواصل معي الزميل العزيز العوضي النمر مستفسراً عن موعد العودة من الإجازة وإلى الكتابة وكأنه متجاهلاً خلاصة رسالتي ونية تقاعدي في مقالي الأخير صافرة النهاية، واعتقادي بأنني أشبعت هوايتي وأنجزت مهمتي في كتابة الحياة من منظور رياضي أو كتابة الرياضة بأسلوب إداري، ولكن يبدو أن الحياة والرياضة توأمان وكما يقال وجهان لعملة واحدة، وكل ما تريد أن تكتبه عن قلب الحياة فإنك تستطيع أن تكتبه في قالب رياضي، ولهذا فالرياضة هي لاعب مهم ومحوري في ميدان الحياة.

خبراء التدريب الإداري يوصون بممارسة الرياضة لرفع مستوى الإنتاجية، والأطباء يصفون لك وصفة الرياضة لرفع مستوى اللياقة الصحية، وعلماء النفس لا يجدون لك حلاً لرفع مستوى الرضا الشخصي والسعادة الذاتية إلا من خلال ممارسة الرياضة، والرياضة في الواقع حولك ومعك وهي حياتك، ومن دون رياضة أنت مريض، مريض قلب ومريض بدن ومريض عقل، ومن دون رياضة أنت غير راضٍ في الواقع ولكنك لاتدري، وأعتقد أن هناك من هو غير مقتنع بما أقول، والسبب أنه لم يجرب، وفي الواقع هو ميت ويعتقد أنه حيّ، الحياة في الرياضة، والرياضة ليست مجرد لعبة، الرياضة حياة وأكثر.

وأرجو أن تكون هذه بداية مناسبة وإيجابية لمرحلة جديدة في مدرسة الرياضة، نتدرب ونتعلم ونقرأ ونكتب ونتطور، وقد تكون مجرد صافرة للوقت الإضافي بانتظار انتهاء المباراة، وبداية مباراة جديدة أو ممارسة لعبة جديدة، والتجديد مطلوب في تحديات الحياة ولو كل حين.

الموسم بدأ وكرة القدم دائماً في الصدارة والعين على العين ودولة الإمارات ما تعترف إلا بالمركز الأول.

Email