ومضات

حلاوة الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو المونديال الاروع فنيا منذ سنة 1986,فبشهادة ابرز المراقبين تبين أن كأس العالم في البرازيل أعادت الاعتبار للمهارات الكروية و التشويق الذي لم نشاهد له مثيلا منذ ان مرت هذه المسابقة على ارض الازتيكا بالمكسيك.

و النقطة التى تستوجب ان نقف عندها هي الروح الانتصارية العالية التى ميزت غالبية المنتخبات المشاركة والتى كانت نقطة مضيئة في عالم كروي اتسم في السنوات الاخيرة بالحسابات المبالغ فيها و التركيز على الدفاع وإهمال الجانب الفرجوي .

لكن كرة قدم بدون مهارات و لمسات فنية تكون حتما يتيمة، و كم سعدنا و نحن نتابع المونديال البرازيلي بأن نتابع مستوى فنيا راقيا رغم ان النتائج العريضة لم تسجل حضورا قويا، فغالبية المنتخبات امنت بحظوظها و ارادت ان تجعل حدث البرازيل عرسا كرويا بأتم معنى الكلمة ..

و شاءت الاقدار ان تعيد ارض المهارات و مهد فن الكرة البرازيل الاعتبار للاداء الهجومي و للتنافس الشيق من الدقيقة الاولى و إلى غاية الدقيقة التسعين ,

و رغم الغيابات البارزة لدى بعض المنتخبات الا ان الروح المعنوية العالية لدى لاعبي منتخبات اميركا الجنوبية جعلت المستوى يبلغ ذروة الابداع و كأنها مكتملة العدد ,لن اتحدث عن البرازيل و الارجنتين فهذه المنتخبات بإمكانها توفير زاد بشري لايستهان به ,لكن سأتوقف عند الاندفاع اللامحدود للاعبي كولومبيا،و اللعب المتكامل الذي قدمه منتخب المكسيك و الروح المعنوية التي خاض بها منتخب اوروغواي المسابقة و اخيرا وليس آخرا الظهور الرائع لمنتخب كوستاريكا دون أن أنسى منتخب تشيلي المميز .

صحيح أن كرة امريكا الجنوبية عودتنا دائما على المهارات الفائقة لكن هذه الاخيرة لاتساوي شيئا اذا فقد اللاعبون لذة اللعب

فلقد تبين ان اللاعب في تلك الربوع من العالم مهما علا شأنه يريد يشعر دائما انه مدين إلى بلده و إلى شعبه الذي يشكو الفقر و الخصاصة لكنه يمني النفس دائما بفرحة مونديالية ..

و في هذا الاطار يجب ايضا ان نقف محيين لما قدمه لاعبو منتخب الجزائر الذين شاركوا فأمتعوا فبكوا و أبكوا , بكوا لأنهم أرادوا أن يفرحوا جماهيرهم و خسروا الرهان أمام المانيا و فشلوا في الامتحان وبكت معهم جماهيرهم .

لكن على النقيض من هذه الامثلة الرائعة للروح الانتصارية و حب الوطن برزت لنا بعض المنتخبات الاخرى بشطحاتها المعتادة والتي تعتبر وصمة عار على الكرة و الرياضة بشكل عام ,

و سبحان الله فإن التصرفات الغريبة قبل المحافل المونديالية دائما تأتي من طرف المنتخبات الافريقية ,فهذا المنتخب الكاميروني يرفض التوجه الى البرازيل حتى يحصل على المكافآت و الحال ان ثروة احدهم وهو ايتو تقدر بأكثر من 100 مليون دولار و مع ذلك كان يساوم من اجل حفنة من الدولارات ..

الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل ان طائرات من غانا كانت تنقل الاموال نقدا من العاصمة أكرا و أوصلتها إلى اللاعبين في مقر اقامتهم

لكي تطمئن قلوبهم ,ملايين الدولارات كاش طارت من غانا الى البرازيل و النتيجة خصومات بين اللاعبين و تشابك بالأيدي و خروج مرير من المسابقة.

لذلك نقول مرة اخرى لك الله يا أفريقيا و هنيئا لجماهير امريكا الجنوبية بالروح القتالية للاعبيها.

Email