بروح رياضية

الحلم العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال الرحلة الشاقة من ريو دي جانيرو إلى بورتو ألغيري في مسافة 2400 كلم، تساءلت لماذا أنا هنا؟ وماذا أفعل في مدينة في النصف الآخر من الكرة الأرضية؟ ما الذي أتى بي إلى هنا؟

أجبت نفسي ببساطة بأنني أبحث عن حلم عربي قد تحققه الجزائر في بورتو أليغري. فوز إذا تحقق سيفتح أمام الكرة العربية فرصة مزاحمة الكبار والحضور في الدور ثمن النهائي.

ووصول المنتخبات العربية إلى أدوار متقدمة في نهائيات كأس العالم ظل حلماً مؤجلاً إلى حين قد يأتي وقد لا يأتي!

وعندما تأملت في وجوه المسافرين من حولي في الطائرة ووجدت ملامحهم آسيوية وأميركية جنوبية خامرني سؤال محير أثناء الرحلة: أين المنتخبات العربية في المونديال؟ لماذا الجزائر فقط؟

هل هي مجرد عثرة وغياب عابر عن مونديال 2014 فقط؟

ليس كذلك، لأن العرب غابوا عن نهائيات جنوب إفريقيا باستثناء الجزائر.

تساءلت: ألم تستفق بعد منتخباتنا من نومها؟ ألم تتعلم الدرس بعد؟ ألم تضع الخطط والبرامج المستقبلية لتنهي السنوات العجاف؟ أم أن العجاف قدرنا إلى الأبد.

ألم يصموا أذاننا في كل مرة يخرجونا فيها إلى الإعلام ليستعرضوا مهاراتهم في فن الخطابة ويذكرون أنهم وضعوا خططاً وبرامج ومشاريع وووو...؟

أين النتائج ونحن نسمع عن مشاريعهم منذ عشرات السنين؟

وهنا أعدت طرح السؤال الأول على نفسي: الحلم العربي أن يصل منتخب إلى دور متقدم في المونديال أم أن الوصل إلى النهائيات في حد ذاته حلم؟

حقيقتنا المرة أن بلوغ النهائيات حلم كبير.. والمفروض أن يكون الوصول إلى أدوار متقدمة هو الحلم.

كرة القدم لعبة يمارسها 11 رجلاً ضد 11 رجلاً. لماذا نحن العرب عاجزون عن فرض أنفسنا بين شعوب العالم؟

ألا يمثل المونديال فرصة لنراجع أنفسنا ونقيم أعمالنا. وإذا كنا مخطئين نصلح هفواتنا بدل أن نخدع الناس ونبيعهم الوهم.

ألا يمثل المونديال فرصة لتتحرك النخوة فينا ونشعر بالغيرة ممن حوالينا؟

متى ظهرت كرة القدم في اليابان وأستراليا وكوريا وهندوراس حتى يلعبوا المونديال في البرازيل ونحن نشاهدهم من أمام شاشة التلفزيون؟

هل كتب علينا أن نبقى متأخرين في العلم والتكنولوجيا والصناعة كما في كرة القدم كذلك؟

يقولون إن كرة القدم أصبحت علماً اليوم وتعتمد على المناهج في التكوين وتحتاج المال الوفير. هذا صحيح ولا يختلف عليه اثنان لكن كل اتحاداتنا العربية تصرف الملايين وتجلب أفضل المدربين في العالم ولكن النتيجة واحدة: خيبة تلو الخيبة.

لقد حان الوقت حقاً لكي نسمع ناقوس الخطر ونثور على أنفسنا. نقاطع الماضي ونفتح صفحة الإصلاح الحقيقي ومن يعمل يحصد ومن يزرع يجد.

فلنبدأ العمل حتى نجد ما نحصد بعد أعوام.. لكي لا تستمر خيباتنا في المونديال.. وليتحقق الحلم العربي ونرى منتخباتنا بالثلاثة والأربعة تقارع كبار العالم في النهائيات بمنطق الحظوظ المتساوية وليس بشعار يكفني شرف المشاركة.

Email